تقرير توثيقي لأحداث المؤتمر العلمي السنوي لطلاب الدراسات العليا 2018

سورية مهد ُالحضارات، سورية أوغاريت ُ الأبجدية ِ الأولى وماري حضارة ُ الشرق ِ وإيبلا الزيتون، سورية رمز الصمود ِوالمعجزات، سورية قيامة ُالحق ِ بوجه ِالأهوال ِوالمؤامرات، سورية نبراس ُ الخير ِ والنور ِ للعالم ِ أجمع .

بهذه الكلمات افتتحت كلية الاقتصاد  مؤتمرها السنوي لطلاب الدراسات العليا "مساهمات اقتصادية في إعادة البناء في سورية" تحت رعاية كريمة من رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد ماهر قباقيبي بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية .

وهدف المؤتمر إلى عرض ومناقشة أوراق بحثية ومقالات علمية من مساهمات طلاب الدراسات العليا ذات الصلة بمرحلة إعادة الإعمار بما يسهم في تعزيز وتعميق المعرفة الأكاديمية والمهارات العلمية للباحثين.

وحضر المؤتمر أساتذة كلية الاقتصاد وطلاب الدراسات العليا وطيف واسع من ممثلي الجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.

وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر قال الدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس جامعة دمشق: “إن احتضان جامعة دمشق لمثل هذه المؤتمرات العلمية المهمة يأتي لقناعتها ورغبتها في تأصيل روح البحث العلمي الجاد لتكون إحدى المكونات البنيوية لذهنية طلبة الدراسات العليا بالجامعة وذلك عبر تكريس منطق البحث العلمي وقيم الالتزام الأمر الذي من شأنه تكوين كوادر علمية تسهم في توطين العلم والمعرفة ونهضة المجتمع”.

وأشار الدكتور قباقيبي إلى أن معطيات الواقع أثبتت أن معالجة المشكلات الاقتصادية في ظل ظروف الحرب تتطلب أداة فعالة في إطار سياسة ناجعة، معتبراً أن المؤتمر بما يتضمنه من محاور وموضوعات سيسهم في التعرف على المشكلات الاقتصادية التي أفرزتها سنوات الحرب ومعالجتها من خلال التوصيات والنتائج التي سيخرج بها المؤتمر.

أوضح عميد كلية الاقتصاد الأستاذ الدكتور عدنان غانم أن هدف المؤتمر هو إعمار البشر قبل أي شيء آخر لذلك تمت تسميته إعادة بناء سورية كما تميزت أبحاث المؤتمر لهذا العام عن السنوات السابقة فهي أكثر جدية واهتمام وتدقيق فإضافة إلى التوصيات والمقترحات العامة هناك مقترحات بآليات التنفيذ ،وهذا ما يدل على المحبة والرغبة وروح المسؤولية والمبادرة لإعادة بناء سورية على جميع المستويات.‏
فالصورة أصبحت أكثر وضوحا بعد انتصارات الجيش ،لذلك معظم الأبحاث ستكون حول النهوض بسورية لما بعد الحرب..ماذا نفعل وماذا نريد.. وهذا ما تضمنته أبحاث الطلبة بكل جوانبها .
وأوضح عميد الكلية أن جميع الأبحاث التي تمت مناقشتها سترسل إلى رئاسة مجلس الوزراء للنظر فيها والاستفادة منها.‏


 

 وتحدث الأستاذ صلاح موصلي ممثل الأمانة السورية للتنمية عن دور المؤسسة في تمكين الشباب من أجل إشراكهم في الأعمال التنموية حتى يستطيعوا أداء دورهم الكامل في بناء المجتمع وصياغة المستقبل لافتا إلى الاتفاقيات والشراكة التي تربط بين وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق في هذا المجال.

تميز المؤتمر لهذا العام بمشاركة طلاب من كلية التربية والسياحة وقسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والمعهد العالي للدراسات والبحوث الزلزالية إضافة إلى طلاب من جامعتي حلب وتشرين.
وصل عدد الأبحاث المشاركة إلى 63 بحثاً علمياً، قُبل منها 45 بحث ورُشح 18 بحث للعرض، فيما توزعت الأبحاث المعروضة على ثلاث جلسات وفق عدة محاور.
ترأس الجلسة الأولى الدكتور زياد عربش بمشاركة رئيس الهيئة السورية لشؤون الاسرة والسكان كمتحدث رئيسي و بمداخلة من قبل وزيرة الدولة لشؤون الاستثمار وعُرضت خلال الجلسة 6 أبحاث متنوعة ضمن محور إعادة البناء في سياق السياسات الكلية.
أثنت وزيرة الدولة لشؤون الاستثمار وفيقة حسني على الأوراق البحثية المقدمة و أملت بتقديمها إلى أصحاب القرار لتكون مفاتيح عمل نوعي لمرحلة إعادة البناء لجميع القطاعات، مشيرة إلى أن ثبات التشريعات وآلية فض المنازعات هو أكثر ما يهم المستثمر.
ولفت رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتور أكرم القش إلى أن الحرب أثرت سلباً على كثير من المؤشرات الاجتماعية التي وصلت إلى مستويات عالية قبل الحرب، ومنها تدني مستوى الالتحاق بالتعليم والرعاية الصحية، وارتفاع نسبة التسرب وظهور حالات الزواج المبكر، ما يستوجب ردم الفجوة واستعادة المؤشرات الاجتماعية والاستفادة من جديد من الفرصة الديموغرافية، علماً أن معدل المواليد تراجع قبل الحرب وبقي على حاله حالياً، كما أن نسبة الشباب الذين لا يكملون تعليمهم الثانوي بلغت 55%.

 

 وشهدت الجلسة الثانية مشاركة رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية كمتحدث رئيسي إلى جانب رئيس الجلسة الدكتور عدنان سليمان وعُرضت خلال الجلسة 6 أبحاث متنوعة ضمن محور إعادة البناء في سياق الأولويات القطاعية .
رأى رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية المهندس فارس الشهابي أن عودة الصناعيين إلى البلاد يحتاج إلى الإسراع بتنفيذ قانون خاص للمناطق الإنتاجية المتضررة، على أن يتم البدء بمنطقتين كل سنة مع الإعفاء من الغرامات والرسوم، وبعد إقلاع العمل يتم المطالبة بالقروض والديون ومنح التسهيلات اللازمة.
وركز الشهابي على ضرورة بناء صناعة تنافسية قوية قادرة على الصمود والنمو بشكل تراكمي مستمر في الأسواق المفتوحة المحلية والخارجية بالتوازي مع تعزيز الثقة الاستثمارية، وتخفيض كلف الإقراض. وبين الشهابي أن خسائر القطاع العام الصناعي تتجاوز الـ900 مليار ليرة سورية لـ 96 معملاً، نصفها مدمر تدميراً كاملاً، وأشار الشهابي في معرض رده على الأسئلة إلى أن سبب الركود الحاصل في السوق هو ضعف التصدير وانخفاض القدرة الشرائية، ووعد طلبة الكلية بالتواصل مع غرفة صناعة دمشق وريفها لتدريب الطلبة في المعامل أسوة بـ 500 طالب من كليات الاقتصاد والهندسات في حلب الذين تم تدريبهم في المعامل، وتم تقييمهم من قبل أصحاب العمل بهدف ربط حقيقي مع الجامعة.
 
 

  أما الجلسة الثالثة ترأسها الدكتور أيمن ديوب بمشاركة نخبة من الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين وعُرضت خلال الجلسة 6 أبحاث متنوعة ضمن محور إعادة البناء في سياق الاجتماعي والتربوي.
هذا ما أكد عليه ايضا الدكتور أيمن ديوب عميد كلية السياحة وأستاذ قسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد جامعة دمشق حيث هناك مساهمات اقتصادية في بناء سورية من خلال التركيز على الشباب والبحث العلمي والعمل على ربط الجامعة بالمجتمع وان يكون لدينا مخرجات تعليمية تناسب سوق العمل وهذا ما تسعى إلى تحقيقه كلية الاقتصاد من خلال مؤتمراتها عبر تقديم الرؤى البحثية الموجودة، وتأمين فرص العمل ودور رجال الأعمال وتأمين الشراكة مابين القطاعات الصناعية والتجارية الموجودة و المؤسسات المتمثلة بالأمانة السورية للتنمية .‏

و جرت خلال تلك الجلسات عدة مداخلات ونقاشات تفاعلية بين المتحدثين الرئيسين وأساتذة كلية الاقتصاد وطلاب الدراسات العليا.
وفي الختام تم استعراض التوصيات العلمية والتنظيمية للمؤتمر وقام عميد الكلية بتوزيع الجوائز على الأبحاث المميزة والشهادات للمشاركين كما تم التقاط الصور الجماعية التذكارية.
شكرا خاص للمصور خليل السعدي لجهوده في توثيق الفوتوغرافي للمؤتمر.



عداد الزوار / 8563867 /