بدء فعاليات المؤتمر السوري الفرنسي الأول للطاقات المتجددة

انطلقت في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول فعاليات المؤتمر السوري الفرنسي الأول للطاقات المتجددة الذي تقيمه كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق بالتعاون مع المدرسة الوطنية العليا للهندسة في باريس بمشاركة خبراء وباحثين من 15 دولة عربية وأجنبية وذلك في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر لغاية 28 من الشهر الحالي إلى العمل على توطين تكنولوجيا الطاقات المتجددة في سورية وتشجيع البحث العلمي وتنمية روح الإبداع والابتكار والتأسيس لإجراء أبحاث مشتركة في مجالات الطاقات المتجددة بين الجامعة والمدرسة الوطنية العليا الفرنسية والجامعات الفرنسية الأخرى والاستفادة من الخبرات المحلية والعربية والعالمية في تحديد معالم خريطة الطاقة في سورية والمساهمة في الحد من التدهور البيئي والسعي للوصول إلى بيئة نظيفة من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة الصديقة للبيئة إضافة إلى المساهمة في وضع الخطط للتوسع في استخدام الطاقات المتجددة.
وأشار الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق في افتتاح المؤتمر إلى أن المؤتمر يمثل مرحلة أساسية ومهمة في إقامة علاقات مشتركة في مجال الطاقات المتجددة وسبل استخدامها بين كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية والمدرسة الوطنية العليا للهندسة في باريس وبقية الجامعات الفرنسية والأجنبية والعربية المشاركة في المؤتمر مبيناً أن الجامعة تدعم جميع مستلزمات التعليم والأبحاث العلمية في مجالات استعمال الطاقة المتجددة بكل تقنياتها ومصادرها واستعمالاتها في توليد الكهرباء والتدفئة والتبريد والنقل تلبية لضرورات التنمية الوطنية وإيماناً بضرورة المساهمة الفعالة مع المجتمع الدولي في مواجهة التغيرات المنافسة الناتجة عن زيادة استعمال الوقود الأحفوري من الفحم والبترول والغاز.
ولفت رئيس الجامعة إلى أن المؤتمر يندرج ضمن مساعي الجامعة في المساهمة بنقل وتوطين تكنولوجيا الطاقات المتجددة في سورية وتحديد معالم خارطة الطاقة فيها موضحاً أن محاور وأبحاث المؤتمر التي يتجاوز عددها 83 بحثا علمياً تؤكد مساهمة الجامعة في اتباع نهج علمي سليم في مجال الطاقات المتجددة وسعيها لبناء كوادر علمية متطورة قادرة على الاستفادة القصوى من الطاقات الطبيعية المتوافرة في سورية.
وأشار إلى أن التعاون بين جامعة دمشق والجامعات والمدارس العليا الفرنسية هو تعاون عميق تمخض عنه خلال السنوات الماضية بناء شراكات علمية مميزة مع جامعات فرنسية مرموقة وإحداث برامج تعليمية مشتركة في اختصاصات تدعم سوق العمل وخطط التنمية لافتاً إلى أن الجامعة تقوم بتأهيل أكثر من 200 معيد من مختلف الاختصاصات في عدد من الجامعات الفرنسية ليسهموا بعد عودتهم في عملية البناء والتطوير.
بدوره لفت جواكيم رامس ومسؤول البحوث العلمية الصناعية في المدرسة الوطنية العليا للهندسة بباريس في كلمة باسم المدرسة إلى العلاقات السورية الفرنسية القديمة وعلاقات المدرسة الوطنية العليا مع جامعة دمشق التي ترجمت مؤخراً بتوقيع اتفاقيات تعاون مع جامعات دمشق والبعث وتشرين مؤكداً أن المؤتمر هو نتيجة لرغبة الطرفين في تنفيذ وترجمة هذه الاتفاقيات إلى واقع ملموس.
ورأى أن المشاركة الدولية في المؤتمر تعبر عن الانفتاح الدولي لجامعة دمشق والمدرسة الوطنية العليا الفرنسية مشيراً إلى أن الطاقة تمثل أولوية في إستراتيجية المدرسة الوطنية العليا في باريس وتطوير نشاطاتها في مجالي التعليم والبحث العلمي.
بدوره أشار السفير الفرنسي لدى سورية إيريك شوفالييه إلى أن المشاركة الواسعة في المؤتمر يبين حركية وديناميكية العلاقات بين الجانبين والتعاون في مجالات علمية عدة للوصول إلى نتائج إيجابية مشتركة مشيراً إلى ضرورة توسيع التعاون القائم بين الجامعة والمدرسة الوطنية العليا بعد توقيع الجانبين اتفاقية تعاون في أيار الماضي والتي ترجمت بنودها من خلال هذا المؤتمر.
وأعرب عن أمله في توقيع اتفاقيات تعاون مماثلة في مجال البيئة بين المؤسسات المعنية في سورية وفرنسا وخلق شراكات حقيقية في مجالي الاقتصاد والصناعة لافتا إلى ضرورة أن يشمل التطوير الطاقات المتجددة لتكون التنمية المستدامة أساساً للعمل المشترك في تهيئة بيئة نظيفة للأجيال القادمة.
وكان الدكتور هاشم ورقوزق عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية أكد في كلمته أن المؤتمر هو أول ثمار التعاون العلمي السوري الفرنسي في مجال الطاقات المتجددة التي ستحتاجه كل دول العالم في السنوات القادمة نظراً لتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية ويشكل محاولة للاستفادة القصوى من الطاقات النظيفة المتوافرة على سطح الأرض مؤكداً استعداد الكلية بكل ما تملكه من مخابر متطورة في كل الاختصاصات وكوادر علمية عالية لمتابعة التعاون العلمي والبحثي مع الجامعات الفرنسية والعربية والدول الأخرى الصديقة.
ولفت الدكتور ورقوزق إلى أن الأبحاث العلمية التي ستلقى في المؤتمر تشمل كل مناحي الطاقة البديلة أو المتجددة بمساهمة باحثين من 15 دولة ومختلف الجامعات السورية.
وافتتح على هامش المؤتمر معرض للتجهيزات والصناعات المتخصصة في مجال الطاقات المتجددة بمشاركة عدد من الشركات المخصصة.
حضر افتتاح المؤتمر والمعرض الدكتور جمال العباس أمين فرع جامعة دمشق للحزب والمديرون العامون لهيئات ومراكز البحث العلمي وأعضاء الهيئة التدريسية في كليات الجامعة وباحثون وأخصائيون من مختلف الجهات والوزارات المعنية.
وتتناول محاور المؤتمر تقانات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والحرارية والطاقة الكهروضوئية وتطبيقاتها والتصاميم المعمارية المنخفضة استهلاكا للطاقة اضافة الى اقتصاديات الطاقة وانعكاساتها على البيئة.
يشارك في المؤتمر باحثون وخبراء وأكاديميون من فرنسا وإيطاليا واليابان وكندا وألمانيا ورومانيا وبلغاريا وتركيا والجزائر وتونس والعراق وإيران ولبنان ومصر إضافة إلى سورية.




عداد الزوار / 774414078 /