أول دكتوراه في طب الأسنان الشرعي في سورية ببحث نوعي للتعرف على الرفات البشرية


حصل الطبيب السوري ماجد غازي أبو فخر على درجة الشرف في الدكتوراه بمعدل 96 بالمئة عن بحثه الذي يعد الأول من نوعه في الجامعات السورية بمجال الأنثروبولوجيا الشرعي.

 أوضح الدكتور أبو فخر أن موضوع بحثه يعتمد على قياسات سماكات الأنسجة الرخوة للوجه واستخدامها في توقع شكل الوجه المساعد في عملية التعرف عبر ابتكار طريقة جديدة عالمياً تفيد في التنبؤ بشكل الوجه استناداً إلى الجمجمة والصور الشمسية لافتاً إلى أن البحث معقد لغير المختصين وتم فيه استخدام صور طبقي محوري وطباعة جمجمة بطابعة ثلاثية الأبعاد وإعادة بناء الوجه عليها باستخدام معجون النحت.

وعن المجالات التطبيقية للاستفادة من البحث أشار أبو فخر إلى أن هذه الطريقة تفيد في التعرف على العديد من الرفات البشرية مجهولة الهوية التي استخرجت من مقابر جماعية أقامتها التنظيمات الإرهابية كما يمكن الاستفادة منه بتوقع شكل وجوه العديد من الشخصيات التاريخية ذات الأصل السوري والتي لا تزال رفاتها مدفونة في قبورها كابن الشاطر وابن كثير وابن عساكر وآخرين.

وذكر أبو فخر أنه قام بالتعاون مع مديرية آثار ريف دمشق أثناء التنقيب في تل منين العام الماضي بدراسة إحدى عشرة رفات بشرية تعود للقرن الثالث الميلادي (فترة بيزنطية) كما قدم بالتعاون مع عمادة كلية طب الأسنان وقسم الآثار في كلية الآداب يوماً علمياً لدراسة وتحليل واستخراج معلومات من هذه الرفات مبيناً أن عدد أطباء الأسنان الشرعيين واختصاصيي الأنثروبولوجيا الشرعية محدود في كل دول العالم لكونه اختصاص حديث نسبياً في العالم.

وتطلب البحث مجهوداً دراسياً كبيراً وفق أبو فخر حيث تعاون مع أطباء دوليين للاستفادة من المقالات العلمية التي يصعب الحصول عليها معتبراً هذا الإنجاز الذي تم بتمويل متواضع يشكل محطة مهمة في حياته العلمية والعملية.

وقال أبو فخر إن العمل مع الرفات البشرية والهياكل العظمية لأشخاص عاشوا لحظاتهم الأخيرة بكثير من البؤس والألم يترك بداخل الطبيب أثراً إنسانياً ووجدانياً كبيراً يجعله يدرك قيمة الحياة مضيفاً إن التواصل مع أشخاص فقدوا عزيزاً ويتلهفون لمعرفة مصيره جعلني أدرك أن إثبات الوفاة وتسليم الرفات أمر سيجلب السكينة والاستقرار النفسي لذويه عدا عن تسهيل عمليات حصر الإرث والقضايا المدنية العالقة بسبب الفقدان.

الدكتور ماجد أبو فخر مواليد محافظة السويداء 1990 خريج طب أسنان عام 2013 بدأ دراسته في طب الأسنان الشرعي عام 2014 تعاون خلالها مع “الهيئة العامة للطب الشرعي” و “مركز الاستعراف” الذي يضم مجموعة من أطباء الأسنان الشرعيين في سورية الذين يعملون بشكل تطوعي في عمليات الاستعراف عن ضحايا الحرب الإرهابية على سورية وهو عضو في الجمعية الأمريكية لطب الأسنان الشرعي الأمريكية منذ العام 2016 وعضو فعّال في الشبكة العالمية لطب الأسنان الشرعي وحاصل على جائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب 2019 عن عمل بحثي تاريخي بعنوان  (تاريخ دمشق ما بين صيف 1860 الحار وصيف 1865 الدافئ).

المشرف على أطروحة أبو فخر الدكتور محمود عبد الحق نائب عميد كلية طب الأسنان بجامعة دمشق أكد أنها أول دكتوراه تمنح في مجال طب الأسنان الشرعي في جامعة دمشق منوهاً بتميز البحث النوعي وريادته على مستوى الجامعات السورية وأهميته في التعرف على هوية المفقودين ولا سيما خلال الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية.

وأوضح الدكتور عبد الحق أن البحث يتمتع بقابلية تطويرية واستطاع تحقيق فائدة تخطت نسبة 77.5٪ بالمئة وهي نسبة كبيرة في هذا الاختصاص مقارنة بالنسب العالمية التي يحصدها الطب الشرعي والتي تتراوح بين  بين 8 و 25٪ بالمئة لافتاً إلى أن تخصص طب الأسنان الشرعي موجود منذ عام 2004 في سورية وتم تخريج الدفعة الأولى عام 2008.



عداد الزوار / 774307849 /