إصدارات علمية وثقافية غايتها تحفيز الطلاب على العودة الى القراءة . عمران..تفرّد جامعة دمشق بإصدار هذه المنشورات حولّها إلى مؤسسة ثقافية.

«خير جليس في الزمان كتاب» هذه المقولة التي لم تعد تعبر عن واقع الشباب اليوم في ظل العزوف عن القراءة بسبب انتشار «الميديا» الجديدة، وهيمنة مواقع التواصل الحديثة، التي حولت أنظار الشباب إلى المعلومة السريعة، وسرقت القارئ من القراءة"، وفرضت ثقافة سطحية لدرجة أصبح معها جيل الشباب أسرى للعديد من تقنيات ووسائل التواصل الحديثة التي يستعين بها في التواصل والتعلم والترفيه، وغيرها من مجالات الحياة. الامر الذي يهدد عادات وقيم أصيلة كانت راسخة في حياتنا، مثل قراءة الكتب والجرائد الورقية.
في خضم هذا الواقع المؤسف من تراجع الثقافة وعزوف جيل الشباب عن القراءة وهجر الكتاب، أقدمت جامعة دمشق قبل نحو تسع سنوات على تنفيذ مشروع ثقافي هام تمثل بعدد من الإصدارات العلمية والثقافية والأدبية والفكرية كان الهدف الاساسي منه تثقيف طلاب الجامعات وتحفيزهم للعودة الى قراءة الكتب ومشاركة الأساتذة في عملية الثقافة العلمية وفق ما أفاد به الدكتور طالب عمران صاحب فكرة المشروع ومؤسسه ورئيس تحرير مجلة الادب العلمي والمنشورات الاخرى التي تصدر عنها..
يقول الدكتور عمران في حديثه لموقع "جامعة دمشق".. نحن الان نواجه خطر كبير فالجيل الحالي هو جيل رقمي تكاد تنعدم فيه الاحاسيس والمشاعر لكونه يلتصق بالآلة بشكل كبير وهذا الواقع سيكون طامة كبرى على الأجيال في بلداننا ،هذا عدا عن تبعاته الخطيرة على قيم وعادات المجتمع الأصلية التي بدأت تنحدر  مضيفا هذا التحول بحد ذاته كارثة حقيقية  تتهدد مجتمعنا ولذلك كان لابد من أخذ زمام المبادرة وإطلاق مشروع جامعة دمشق التثقيفي من خلال إصدار منشورات تستهدف بالدرجة الأولى  طلاب الجامعات لتشجيعهم على القراءة وشراء الكتاب بأسعار زهيدة نسبيا.


تسويق الكتاب
وعن آلية تسويق المنشورات الصادرة عن الجامعة أشار عمران إلى أن التسويق كان جيدا قبل "الكورونا" حيث كانت ترسل المنشورات الى مناطق كثيرة في سورية وتشارك في المعارض ضمن الجامعات ومديريات الثقافة في بعض المحافظات ولكن ظروف "الكورونا" حدت من عملية التسويق بعض الشيء ولكن ورغم  هذه الظروف هناك جهات تقصدنا لشراء المجلات والكتب وخاصة وأن تجربتنا جيدة في تسويق الكتب أكثر من كثير من المؤسسات والوزارات ووفق أفاد به عمران.
وأكد عمران بأن الهدف هو التسويق الثقافي من خلال الموقع الالكتروني والمشاركة في المعارض داخل البلد وهو أمر يسير بشكل جيد إضافة الى أن الكتب تطلب من الخارج للمشاركة في المعارض الخارجية، ونحن على ثقة لو أن الظروف تحسنت ربما سنشارك بمعارض خارجية، وحينها بالتأكيد لن نبيع بالأسعار التي نبيع بها في الداخل وربما نحصّل أرباح  فيما بعد ، فالجامعة تغطي مصاريف اصدار هذه المنشورات ، وهي لا تبتغي من هذا المشروع الثقافي أي منفعة مادية، وإنما هدفها تقديم خدمة للناس ، وهذا ليس خسارة فالثقافية في النهاية خبز الناس ونشر الثقافة بين هذه الأجيال التي نخشى أن تتحول الى أجيال رقمية .هو هدفنا الاساسي .
وأكد عمران بأن منشورات الجامعة ليست كتبا استعراضية وإنما كتب قيمة، غنية بمحتواها العلمي والفكري والثقافي وذات عناوين مهمة، ولا يوجد أي جهة تنافس منشورات الجامعة بالشكل والمضمون على حد تعبيره، مشيرا الى أن أكثر من جهة استغربت أن يكون لدى الجامعة القدرة على اصدار هذه المنشورات وخاصة وأن هناك مجلتين تصدران بشكل شهري (مجلة الادب العلمي، كتاب الشهر) إضافة إلى مجلة ربعية

(دوائر الإبداع). المعايير التي يتم اعتمادها في تقييم المقالات والأبحاث والدراسات هي بكل بساطة أن يكون المقال علمي ضمن إطار معين بعيدا عن السياسة والدين، موضحا بأن الإصدارات عن الادب العلمي يمكن أن تكون خيال علمي أو مقالات علمية أو ثقافية مفهومة تخاطب شرائح الشباب والطلاب الموجودة في المجتمع فمثلا مجلة "دوائر الابداع" التي صدر منها العدد الأول عام 2015 يمكن أن يشارك فيها الأديب والناقد والشاعر والفنان التشكيلي والمعماري. الخ أما "الكتاب الشهري" الذي صدر أيضا العدد الأول منه عام 2015 فهذه الكتب في أغلبها كتب علمية أو تراثية عن الحضارة السورية والعربية القديمة، في حين مجلة الادب العلمي التي أسست صدر العدد الأول منها عام 2013...مجلة منوعة تحتوي على مقالات ودراسات وأبحاث علمية أو الإبداع العلمي الأدبي لباحثين وأكاديميين من الجامعات السورية والعربية.
وختم عمران حديثه قائلا: الجامعة من خلال إصدارها لهذه المنشورات القيمة وقدرتها على تسويقها ،تحولت إلى مؤسسة ثقافية غير عادية وهو أمر غير موجود في جامعات العالم.

 
 



عداد الزوار / 771562790 /