العالم الفقيه المفسر الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي ..


الوفاء .. والبر...والتقدير..
العالم الفقيه المفسر الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي ...
أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر الحديث ...
عضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة وجدة والهند وأمريكا والسودان ...


* رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في جامعة دمشق ...
* رئيس هيئة الرقابة الشرعية لشركة المضاربة والمقاصة الإسلامية في البحرين ورئيسها في البنك الإسلامي الدولي وفي المؤسسة العربية المصرفية في البحرين ولندن ...
حصل على لقب أفضل شخصية إسلامية في حفل إستقبال السنة الهجرية التي أقامته الحكومة الماليزية عام 2008 م .

 


ولد الشيخ في بلدة دير عطية من ريف دمشق عام 1932م لأبوين كريمين موصوفين بالصلاح والتقوى فوالده الحاج مصطفى كان حافظا للقرآن الكريم عاملاً بحزم به محباً للسنة النبوية كثير العبادة والصيام وكان له الأثر الأكبر في توجيه أولاده لمتابعة التحصيل العلمي الشرعي ...

 


تعلم القرآن الكريم وأتقنه تجويداً في أحد كتاتيب البلدة عند إمرأة حافظة صالحة ، ودخل المدرسة الإبتدائية وأتمها في بلدته ، ثم إنتقل إلى دمشق فدرس الثانوية الشرعية لمدة ست سنوات وحصل عام 1952 م على الثانوية العامة الفرع الأدبي وكان ترتيبه الأول بإمتياز ...
توجه بعدها إلى مصر ليكمل مسيرته العلمية وتحصيله العالي فالتحق بعدة كليات في آن واحد ، كليتي الشريعة واللغة العربية بالجامعة الأزهرية وكلية الحقوق بجامعة عين شمس فنال الشهادة العالية في الشريعة الإسلامية من الأزهر بدرجة ممتاز وإجازة في الحقوق من جامعة عين شمس .. وحصل على الدكتوراة في الحقوق عام 1963 م وبمرتبة الشرف الأولى .


تلقى العلم على كثير من المشايخ في دمشق منهم الشيخ محمود ياسين والرنكوسي وحسن الشطي وهاشم الخطيب وحسن وصادق حبنكه وصالح فرفور ومن الأزهر محمود شلتوت ومحمود عبد الدايم ومحمد ابو زهرة ومحمد البنا .
بعد عودته إلى دمشق عام 1963 عين إستاذ في الجامعة ثم إستاذ مساعد عام 1969 م ثم إستاذاً عام 1975 م .
 
وضع خطة الدراسة في كلية الشريعة والقانون في جامعتي دمشق والإمارات ..
لقدرته التدريسية وخبرته أعير إلى عدة جامعات منها جامعة السنوسي بليبيا لمدة سنتين ثم إلى جامعة الشارقة لمدة خمس سنوات وكان إستاذ زائر في جامعة الخرطوم وأم درمان الإسلامية وفي قطر والسعودية والكويت والأردن .


وأشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراة في جامعة دمشق والأمام الأوزاعي في لبنان .
كان خطيب جامع العثمان بدمشق والإيمان بدير عطية في فترة الصيف ...


كان للشيخ أحاديث إذاعية مستمرة وندوات تلفزيونية في دمشق والإمارات والكويت والبحرين والسعودية .
له مؤلفات عديدة منها :
أثار الحرب في الفقه الإسلامي ...
وكتاب السلم والحرب في الإسلام وترجم للفرنسية ...
وكتاب في الفقه الإسلامي وأدلته وترجم إلى التركية ولماليزية والفارسية ...
ونظرية الضمان في الفقه الإسلامي ...
والأصول العامة لوحدة الدين الحق وترجم للإنكليزية ... والإسلام والإعاقة .. والأسرة المسلمة في العالم المعاصر .. المصارف الإسلامية والإقتصاد الإسلامي وترجم للإنكليزية


كان من أغزر المعاصرين تأليفاً وأكثرهم إنتاجاً فكرياً وكان يعتبر العمل بالتأليف بقصد نفع الآخرين وتبصيرهم بحقائق دينهم ودعوتهم إلى دين الله من آكد الواجبات وأهم العبادات بعد أداء ما أفترضه المولى عز وجل ...


ولقد بلغت كتبه وبحوثه ومقالاته نحو خمس مئة وكان له مواقع على الأنترنت يجيب فيها على مختلف الأسئلة من أكثر بلدان العالم .


لقد حبا الله الدكتور الزحيلي بسطة في العلم وهمة عالية ، إمتاز بحسن الخلق وطيب المعاملة وكان لطيف المعشر ، دائم البشر ، يألف ويؤلف ، محب لطلابه وإخوانه حريص على أوقاتهم ، نصوح لهم ، يؤثر خدمتهم ، ويستجيب لدعوتهم ويشاركهم في مناسباتهم بطيب خاطر .
كان رحمه الله متواضع في عزة لا يرفعه علمه على الناس كبرا ، ولا يضعه تواضعا ، بل هو مهيب محترم ، يعرف للآخرين حقهم كما يعرف حق نفسه ...
وفي ، محب لمشايخه لا يذكر أحداً منهم إلا بخير ويكره التعصب المذهبي كرهاً شديداً .


ولعل من أبرز المواهب التي أفاضها الله عليه حافظته القوية ، وربما أتى إلى مناقشة بعض الرسائل الجامعية دون أن يصطحب معه المذكرة ومع ذلك تراه يبرز محاسنها وملاحظاته عليها ..
كما أوتي الكثير من الصبر والجلد ، وكان محب للسكينة والهدوء ، سريع القراءة لصلته المستمرة بالكتاب ربما أمضى ثلثي يومه بين الكتب دون كلل أو ملل .
أما حكمته التي تنتظم بها حياته فهي قول الله تعالى  واتقوا الله ويعلمكم الله ) ويقول في ذلك إن سر النجاح في الحياة إحسان الصلة بالله عز وجل .
توفي رحمه الله يوم السبت 8 إب عام 2015 م في دمشق عن عمر يناهز 83 سنة ، قضاها في العلم والتعليم والبحث والتأليف والتدريس غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ...
 



عداد الزوار / 961545 /