كلمة السيد عميد المعهد

لقد كان تعلّم اللغات الأجنبية دائماً مصدراً للفائدة والمتعة، لكنه أصبح اليوم، إضافة إلى ذلك، ضرورة ملحّة لكل من يرغب بتطوير مهاراته الشخصية، أو معارفه وخبراته، أو تحسين فرصه في الترقّي في عمله أو العثور على فرصة عمل أفضل. وباتت المعرفة بلغة أجنبية لزاماً على كل من يريد تعميق معارفه في أي من مجالات العلوم المختلفة والولوج إلى عالم الشابكة الغني الذي يتيح موارد لا حصر لها بلغات تختلف عن لغته الأم.
من هنا أتى إحداث المعهد العالي للغات في جامعة دمشق في العام 2006 تلبية لاحتياجات المؤسسات والأفراد في القطاعين العام والخاص وجمهور الراغبين بتعلّم اللغات عامة.
برامج الماجستير في تعليم اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية تؤهل مدرّسين على درجة عالية من الكفاءة تتلقفهم المؤسسات التعليمية، العامة والخاصة، حالما يتخرجون؛ ومنهم من يتابع دراسته العليا في مرحلة الدكتوراه.
يسهم المعهد في تطوير الموارد البشرية في جامعة دمشق من خلال دورات دائمة ومجانية لأعضاء الهيئة التعليمية، ويولي اهتماماً خاصاً بالمعيدين الذين يستقبلهم في دورات مكثفة تستمر عاماً دراسياً كاملاً تزودهم بالركيزة اللغوية الضرورية للإيفاد ومتابعة التحصيل العلمي.
كما يعمل المعهد على تعزيز المهارات اللغوية لطلاب جامعة دمشق من خلال اضطلاعه بالإشراف على تعليم اللغات الأجنبية في جميع كليات الجامعة وفروعها في السنتين الأولى والثانية، من حيث تقرير المناهج وإعداد أسئلة الامتحانات وتكليف المدرسين.
اكتسب المعهد سمعة عالمية في تعليم اللغة العربية للأجانب، حيث اجتذب الطلاب من أفضل الجامعات العالمية ممن درسوا فيه ومضوا ليشغلوا مواقع مهمة في المؤسسات الحكومية والأكاديمية والبحثية في بلدانهم.
يجري المعهد اختبارات الكفاءة اللغوية المعيارية المطلوبة للقيد في درجتي الماجستير والدكتوراه، ولإيفاد المعيدين، ولتعيين وتأصيل وترفيع أعضاء الهيئة التعليمية، والاختبار الوطني للغات واختبار اللغة العربية للطلاب الأجانب الراغبين بالدراسة في جامعة دمشق.
ويقدّم المعهد خدمة للمجتمع بصورة عامة من خلال مكتب ممارسة المهنة فيه؛ حيث يقيم دورات مستمرة عالية الجودة في اللغات الإنكليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية، والإسبانية، وغيرها.
تبذل إدارة المعهد كل ما في وسعها لتطوير أدائه وإبقائه إحدى منارات التعلّم والمثاقفة وأحد الأوجه المتألقة لجامعة دمشق.