تعود فكرة تأسيس النواة الأولى لكلية طب الأسنان إلى عام 1919 حيث نصت إحدى مواد القانون الأساسي للمعهد الطبي على السعي لإيجاد فرع لطب الأسنان ملحق بالمعهد وقد تم استدعاء أطباء الأسنان الممارسين في القطر لعمل دورة تدريبية منحوا بعدها وثيقة تسمح لهم بممارسة المهنة بشكل قانوني وكان مجموعهم آنذاك 34 متمرناً .
و تحققت هذه الفكرة جدياً عام 1921 حيث وافقت مديرية المعارف العامة على تأسيس شعبة لطب الأسنان افتتحت في تشرين الأول من العام نفسه في التكية السليمانية و جعلت مدة الدراسة فيها أربع سنوات ينال الطالب في نهايتها درجة دكتور في طب الأسنان و جراحتها ، وقد تخرجت الدفعة الأولى عام 1925
وقد بذلت رئاسة المعهد الطبي منذ افتتاح الشعبة السنية جهداً كبيراً في تجهيز عياداتها و مخابرها ، كما تمكنت من تذليل الصعوبات الكثيرة التي اعترضتها و خاصة فيما يتعلق بتوفير الكادر التدريسي حيث كان عدد الأساتذة قليلاً جداً ، ولهم يرجع الفضل الكبير في وضع اللبنة الأولى في تأسيس الكلية فيما بعد .
وفي العام 1942 انتقلت شعبة طب الأسنان إلى الطابق الأرضي العائد لأحد أبنية المستشفى الوطني وقام المسؤولون في ذلك الوقت بإعادة تأسيس الشعبة السنية التي كانت تابعة لكلية الطب وبقى هذا القسم على وضعه حتى عام 1959 و لدى مراجعة جنسيات الطلاب الذين درسوا في شعبة طب الأسنان منذ تأسيسها وحتى اليوم نجد بأنهم أتوا من كل حدب و صوب من العراق والأردن ومصر و لبنان و السعودية بالإضافة إلى الطلاب السوريين وكانوا اللبنة الأولى في نشر تعريب العلوم الطبية . وفي تزويد الأقطار العربية بأطباء أسنان درسوا في جامعة دمشق
في العام 1959 صدرت اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات و التي نصت على أن يصبح هذا القسم كلية مستقلة كباقي كليات الجامعة بعد أن توافرت له الإمكانيات و المؤهلات العلمية اللازمة .
و قد كان لاستقلال كلية طب الأسنان عن كلية الطب عاملاً هاماً في سرعة تطورها و نموها حيث أصبح لها كيانها المستقل و موازنتها الخاصة ، و أساتذتها المختصين ، و على الرغم من صغر البناء ، و ضيق الأمكنة ، فقد استطاع العاملون في الكلية في ذلك الوقت من أساتذة و تقنيين تطوير الكلية و العمل و التفاني في سبيل رفعة مكانتها والسهر على تثقيف و تدريب طلاب كلية طب الأسنان الذين وفدوا إليها من شتى أنحاء الوطن العربي ليتخرجوا ويمارسوا المهنة كأعضاء عاملين في خدمة بلادهم و مواطنيهم . و في هذه الفترة تم إيفاد عدداً كبيراً من المعيدين إلى الخارج ليتزودوا بالعلم و المعرفة و الحصول على الشهادات العلمية الاختصاصية ليعودوا إلى الكلية كأعضاء في الهيئة التدريسية و مازال بعضهم حتى الآن قائمين على عملهم يؤدون الدور الإنساني العظيم لرفع المستوى العلمي للطلبة و تخريج أطباء أسنان مزودين بالمعرفة و الخبرة يلبون حاجات المواطن الصحية السنية
و تفخر كلية طب الأسنان شأنها شأن باقي كليات الجامعة بأنها اتخذت اللغة العربية منذ نشأتها لغة التأليف والتدريس فبالعربية تؤلف الكتب و تلقى المحاضرات و هذا ما أعطى البرهان الساطع على قدرة لغتنا الفصحى على استيعاب العلوم الحديثة بمصطلحاتها الكثيرة و المتزايدة باستمرار . كما تفخر بأن أحد أساتذتها وهو الأستاذ المرحوم الدكتور ميشيل خوري كان عضواً في مجمع اللغـة العربية بالإضافة إلى كونه أستاذاً لمادة التشخيص .
و تاريخ الكلية حافل بالنشاط و الاجتهاد و الجد و العمل الدؤوب و الكفاح عبر السنين الماضية على الرغم من الظروف القاسية والصعبة التي مرت بها البلاد خلال فترة الحروب العالمية و الاستعمار و ليس من شك أن الفضل لما وصلنا إليه اليوم يعود إلى الدعم الكبير الذي لاقته الكلية شأنها شأن سائر كليات الجامعة من رعاية واهتمام كبيرين من القائد الخالد حافظ الأسد إثر قيامه بالحركة التصحيحية المجيدة حيث ارتفع عدد الطلاب المقبولين في الكلية بشكل كبير .
كما و افتتحت دبلومات الدراسات العليـا حيث تـم افتتاح دبلوم طـب أسنان الأطفال عام 1973-1974 وبالعام 1976-1977 تم افتتاح دبلوم التيجان وبالعام 1977-1978 أضيف إلى الدبلومات المذكورة دبلوم جراحة الفم و الفكين و دبلوم تعويض الأسنان و دبلوم مداواة الأسنان و دبلوم أمراض النسج الداعمة وبالعام 1985-1986 افتتح دبلوم التشريح المرضي و أخيراً تم افتتاح دبلوم الدراسات العليا في طب الفم للعام 2003-2004 وحالياً تستقبل الكلية طلاب الدراسات العليا بكافة الدبلومات المذكورة .
تعتبر كلية طب الأسنان من أكبر كليات طب الأسنان و أقدمها في الشرق الأوسط ، تم افتتاح البناء الجديد لها عام 1995، إذ تتألف من أربعة طوابق بمساحة طابقية تبلغ 6478م2 ،كما أشيد بناء الكلية الجديد مع ما أشيد من أبنية كثيرة في حقل الطب والصيدلة و مشفى الأسد الجامعي بحيث غدت هذه الصروح العلمية الضخمة الأساس المتين للعلوم الطبية التي تساند بعضها البعض ، و بهذا تكون كلية طب الأسنان الجديدة من أكبر و أحدث كليات طب الأسنان ليس في العالم العربي فقط بل في العالم .
- تحتوي الكلية على ما يقارب 450 جهاز معالجة سنية موزعة على سبع عيادات لطلاب المرحلة الجامعية الأولى وتسع عيادات لطلاب الدراسات العليا، بالإضافة لبعض العيادات الخاصة كعيادة المعالجة بالليزر وعيادة زرع الأسنان وعيادة معالجة المفصل الفكي الصدغي .
الأقسام المختلفة وتوضع تحت تصرف الطلاب للمعالجة حسب البرنامج الموضوع في الكلية كما يوجد بعض التجهيزات الأخرى كالأشعة والليزر وبعض الأجهزة المتعلقة بالتشخيص والبحوث العلمية هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الأدوات والمواد اللازمة للمعالجة .
- تقدم الكلية خدمات علاجية متنوعة للمجتمع بالإضافة إلى كونها مركز تدريبي وتعليمي وبحثي .
- تحتوي الكلية على 15 مخبراً معظمها للتدريب العملي المتعلق بطب الأسنان بالإضافة إلى مخبر للانترنت ومخبر المحاكاة .
بالإضافة إلى ذلك تحتوي الكلية على مشفى تخصصي بجراحة الفم والفكين مجهز بغرفتي عمليات وغرفة للعناية المشددة وغرفة للجراحة الصغرى وحوالي 40 سريراً .
- يعمل في الكلية 86 عضو هيئة تدريسية موزعين ما بين أستاذ وأستاذ مساعد ومدرس إضافة إلى 10 قائمين بالأعمال وحوالي 30 معيد بعضهم موفد خارجياً أو داخلياً وبعضهم قيد الإيفاد .
- تحتوي الكلية على مكتبة بقاعتي مطالعة وتضم عدد من المراجع والدوريات في جميع الاختصاصات بالإضافة إلى مكتبة الكترونية قيد الانجاز .
- يتبع كلية طب الأسنان مكتب ممارسة العمل المهني الذي يتم من خلاله ترسيخ مبدأ ربط الجامعة بالمجتمع والتعليم الطبي المستمر حيث يقوم بتقديم إمكانية متابعة الاطلاع على ما هو جديد للأطباء الممارسين من خلال إقامة دورات تخصصية ومؤتمرات علمية دورية بالإضافة إلى إجراء تدريب سريري بمواضيع اختصاصية مختلفة .