دراسة علمية تُقيِّم تأثير الأزمة السورية على قرار اختيار الاختصاص الطبي وقرار العمل داخل سورية أو خارجها

تعد دراسة العوامل المؤثرة على اختيار التخصص الطبي وقرارات الهجرة، أمراً هاماً لضمان استدامة أنظمة الرعاية الصحية في سورية، وتعتبر الأزمات والحروب من أهم هذه العوامل، لاسيما أن الحرب استمرت في سورية لمدة طويلة ثم تَبعتها أزمة اقتصادية أثرت بشكل كبير على دوافع الهجرة للخارج.

.
وفي هذا الإطار قام فريق بحثي من كلية الطب البشري بجامعة دمشق بدراسة مقطعية عرضية بعنوان: "تأثير الأزمات السورية على قرار اختيار التخصص الطبي، وقرار العمل في البلاد لدى الأطباء المقيمين في ستة مشافي حكومية في سورية، دمشق" وذلك بالاعتماد على جمع البيانات من الأطباء المقيمين من مختلف التخصصات، في المشافي الجامعية: الأسد الجامعي، المواساة، الأطفال، البيروني، ومشفى الأمراض الجلدية والتناسلية، ومشفى الأمراض النسائية والتوليد.

.
وخلال الدراسة تم تقسيم العينة لقسمين: الأول يشمل مقيمي السنوات الأولى والثانية والثالثة، الذين اختاروا اختصاصهم الطبي بعد انتهاء الحرب العسكرية على سورية، والقسم الثاني يشمل مقيمي السنوات الرابعة والخامسة والسادسة، الذين اختاروا اختصاصهم الطبي خلال الحرب.


أظهرت الدراسة أن عدد الراغبين بمواصلة العمل في سورية ٣٠%، بينما عدد الراغبين بالعمل خارج سورية ٤٣.٥%، وأما النسبة المتبقية امتلكَت عدة رغبات، وفيما يخص العوامل المؤثرة على مكان العمل المرغوب به بعد الإقامة فإن معظم المقيمون اتفقوا على أهمية: " تفضيل نوع الحياة وجودة الحياة العملية".وأفاد حوالي 70% من كلا المجموعتين أن مغادرة البلاد هي خيار ممكن بالنسبة لهم.



ووجد الفريق البحثي فرقاً كبيراً بين التخصص المختار في المجموعة 1 والمجموعة 2، حيث يقل عدد المقيمين المتخصصين في أمراض الدم وأمراض الرئة والروماتيزم وطب العيون والجراحة التجميلية في المجموعة 1 مقارنة بالمجموعة 2، بينما كان هناك ارتفاع كبير في عدد المقيمين المتخصصين في الأشعة في المجموعة 1 مقارنة بالمجموعة 2.



أما بالنسبة للعوامل المؤثرة على اِختيار التخصص الطبي، ظهر عامل "التخصص الذي يسهل السفر إلى الخارج" والعوامل المرتبطة بالحياة الاجتماعية بشكل كبير في المجموعة الأولى.


تعكس نتائج الدراسة تأثير الأزمة على أولويات الأطباء المقيمين وبالتالي عملية اِختيار الاختصاص، حيث وجد الاختلاف في أولويات كلا المجموعتين: فاعتبرت المجموعة 1 أن الحياة الاجتماعية ومدة الإقامة ذات أهمية أكبر. وأيضاً أظهرت المجموعة الأولى تركيزاً أكبر على اِختيار التخصص الذي يسهل السفر مقارنة بالمجموعة الثانية.

 


وتشير نتائج الدراسة ضمناً لوجود حاجة ماسة لدعم المهنيين الطبيين والاحتفاظ بهم في سورية، وتشمل التدخلات المحتملة بهذا الاتجاه تحسين ظروف العمل، وتوفير الحوافز والتقدير، وتعزيز التدريب والإرشاد، وتسهيل الوصول إلى الموارد والمعدات.

وتقترح النتائج تحقيق فرصة للتعاون والتبادل بين المهنيين الطبيين السوريين ونظرائهم في البلدان الأخرى الذين يواجهون اهتمامات وتحديات مماثلة.



عداد الزوار / 806021297 /