تحت شعار الطاقات المتجددة، حلول واستراتيجيات ... انطلاق أعمال المؤتمر الهندسي الدولي الثاني للطاقات المتجددة بكلية الهندسة الميكانيكية

انطلقت أعمال المؤتمر الهندسي الدولي الثاني للطاقات المتجددة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق بعنوان (الطاقات المتجددة، حلول واستراتيجيات)، بمشاركة عدد من الباحثين بهدف تعزيز البحث العلمي، ودعم توجه الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، وإيجاد حلول فنية لتعزيز استقرار ورفع وثوقية الشبكة الكهربائية وتجنب حالات التعتيم العام.

 

وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور بسام إبراهيم في كلمته إلى نهج الوزارة في دعم الأبحاث التنموية التي تمتلك قيمة تطبيقية عالية والتشبيك والتشاركية مع الوزارات المختلفة والقطاع الخاص وقطاع الأعمال، بما يخدم تطوير خدمات المنتجات ويعزز الاقتصاد الوطني، ورفع تصنيف الجامعات السورية من خلال الاعتماد على استراتيجيات جديدة، وتسليط الضوء على منشورات البحث العلمي، إضافة لربط الجامعة بالمجتمع والأنشطة الطلابية والتطوعية المتنوعة.

ولفت أ.د. إبراهيم إلى أهمية المؤتمر الهندسي في توفير منصة للباحثين والمتخصصين في مجال الطاقات المتجدد لتبادل الخبرات والمعرفة وتقديم الحلول التكنولوجية والتقنيات الحديثة التي تسهم في تحسين هذا القطاع الحيوي، وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع في ظل الحاجة المتنامية للبحث عن مصادر توليد الطاقة، مشيراً إلى المستوى العالي للموضوعات التي ستناقش على مدى أيام المؤتمر الثلاثة بمشاركة باحثين من وزارة الكهرباء ومركز بحوث الطاقة وهيئة الطاقة الذرية إلى جانب الباحثين من الجامعات السورية.

 

وبين وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل أن المؤتمر يأتي ضمن توجهات الحكومة في البحث عن آلية تشجيع المواضيع المتعلقة بالطاقة المتجددة والكهرباء نظراً لأهمية هذا القطاع ولدوره لمحوري في عملية التنمية، ولإسهامه المباشر في دعم كافة النشاطات الاقتصادية والخدمية، ، موضحاً في حديثه أن رؤية الحكومة السورية للمتغيرات التي طرأت على الاقتصاد السوري وتشخيصها الميداني لواقعه وانطلاقه إلى مفاهيم ورؤى جديدة لدوره القادم ودفعها للعمل على وضع خارطة طريق لتحقيق بيئة استثمارية طموحة محددة الأهداف لكي تعطي الثقة للمستثمرين الراغبين بالمساهمة في العملية الاستثمارية من خلال وضع وتعديل التشريعات الخاصة بنشاط توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة أو الأحفورية بهدف تهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة للقطاع الخاص لإقامة مشروعاته ببيع الكهرباء المنتجة من هذه المشروعات لوزارة الكهرباء وبأسعار تشجيعية.

 

وأوضح رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد أسامة أهمية المؤتمرات العلمية التي تنظمها الكليات في الجامعة حيث تشكل فرصة هامة للقاء الباحثين والمختصين والخبراء الوطنيين والإقليميين والدوليين، وتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والبحثية والصناعية والخدمية، وتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال، معرباً عن أمله بأن يسهم المؤتمر في عرض المشكلات التي تواجه استخدامات الطاقة المتجددة، والتوعية بأهمية استخدامها، ودعم جهود البحث العلمي والتقني في سورية، والخروج بتوصيات مفيدة في هذا المجال.

 

بدوره عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية الأستاذ الدكتور مصطفى الموالدي أن الكلية دعت جميع الفعاليات التي لها علاقة بالاستثمار بالطاقة المتجددة لتقديم أوراق بحثية ومحاضرات علمية مما يحقق أهداف المؤتمر في إيجاد حلول واستراتيجيات لتحسين واقع الاستثمار الحالي، وكانت المشاركة واسعة فقد بلغ عدد الأوراق البحثية 26 بحثاً وورقة عمل ومحاضرات علمية موزعة على الأيام الثلاثة للمؤتمر، موضحاً أنه تم تحكيم الأبحاث العلمية من قبل لجان التحكيم في مجلة جامعة دمشق ليصار إلى نشرها لاحقاً.

 

كما لفت أ.د موالدي إلى الأنشطة والفعاليات التي نظمتها الكلية على مدار العام وبشكل دوري إضافة للمؤتمر الهندسي الدولي الثاني للطاقات المتجددة، مؤتمر الدولي الثالث للهندسة الطبية، ومعرض مشاريع التخرج بموسمه السابع، إضافة إلى ورشات عمل في مجال البحث العلمي والدراسات العليا، منوهاً أن انعقاد المؤتمر الحالي سيكون سنوياً وحاضناً للأفكار العلمية والعملية وأن يقدم ما يفيد في تحسين واقع الطاقة في سورية 

 

من جهته المنسق العلمي للمؤتمر ونائب عميد كلية الهندسة المدنية الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الحزوري بين أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز البحث العلمي في مجال الطاقات المتجددة وتطبيقاتها، ودعم توجه الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة بشكل صحيح ومدروس، إضافة لإيجاد حلول فنية لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وتجنب حالات التعتيم العام، وذلك ضمن محاور ثلاثة تتلخص في تقنيات توليد الطاقة من المصادر المتجددة، وتحسين مؤشرات كفاءة الطاقة في القطاعات الصناعية والخدمية والزراعية، ومساهمة الطاقات المتجددة في الاستدامة والحفاظ على موارد الطاقة.

 

وأضاف أ.د الحزوري أن ما يميز المؤتمر هذا العام هو عدد المشاركين من خارج جامعة دمشق ومشاركة هيئة الاستثمار السوري إلى جانب وزارة الكهرباء، وهيئة الطاقة الذرية، وباحثي القطاع الخاص موضحاً أن المؤتمر يسعى لتسليط الضوء على معوقات الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة لذلك كانت الأوراق البحثية منوعة من جميع القطاعات

 

وبين رئيس قسم الميكانيك العام الذي يتألف من شعبتين شعبة القوى الميكانيكية وشعبة الطاقات المتجددة في الكلية الأستاذ الدكتور وجيه ناعمة أن المؤتمر يقدم 12ورقة بحثية لطلاب الدراسات العليا بالمشاركة مع أساتذتهم في القسم بمواضيع متعددة، لافتاً إلى مشاركته مع طلابه ببحثين تنفيذين حول المدخنة الشمسية، ومشروع المضخة الحرارية الأرضية، إضافة لمشروع الدارة الامتصاصية للطاقة الشمسية ويتم فيه الاستعاضة عن الطاقة الكهربائية تماماً بالطاقة الشمسية.

وفي لقاء مع مديرة هيئة الاستثمار السورية الأستاذة ندى لايقة بينت أهمية مشاركة الهيئة في المؤتمر للتعريف بقانون الاستثمار 18 لعام 2021 الذي يشجع الاستثمار بالطاقات المتجددة ويميزها بسلة من الحوافز عن غيرها من الأنشطة الأخرى، إضافة للحديث عن المقومات لجذب المزيد من الاستثمارات من خلال التعاون مع الجهات العامة لتبسيط وتنظيم الاليات الإجرائية  المطبقة ضمن هيئة الاستثمار بما  يسهم في رفع مؤشرات جذب الاستثمار وتسريع تنفيذ المشاريع، موضحة أن الهيئة جذبت 12 مشروعاً للاستثمار في توليد الطاقات المتجددة الشمسية والريحية، وهناك 3 مشاريع دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي، والباقي اتخذت خطوات هامة باتجاه التنفيذ وصولاً للإنتاج، وأضافت أن الدعم الحكومي يشمل مشاريع تصنيع التجهيزات اللازمة لتوليد الكهرباء بالطاقات المتجددة، مؤكدة أن الاستثمار في الطاقات المتجددة لم يعد نظرياً بل أصبح نهجاً واضحاً تسير وفقه الهيئة والجهات العامة.

 

ولفتت أ. لايقة خلال محاضرتها أن قوانين الاستثمار جاءت واضحة في جذب لمزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع توليد الكهرباء بالطاقات المتجددة من أجل التوسع وزيادة النمو الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق الأمن الطاقي للمواطنين في سورية، والأهم حماية البيئة وتخفيض تأثير الأثر السلبي لعمليات التوليد التقليدية في ظل الاتجاه العالمي للتحول نحو طاقة نظيفة تخفف من الآثار البشرية على التغيرات المناخية، هذا الاتجاه الذي تواكبه سورية وتعد جزءاً من الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص.

 

وبين الباحث المهندس خالد أحمد الحناوي من باحثي القطاع الخاص أن مشاركته في المؤتمر تتمثل بتقديم محاضرة عن الاختراع والتطوير بعنوان من البحث والابتكار إلى الاستثمار، وأوضح خلالها كيفية تحويل طاقات الشباب والأفكار الموجودة إلى استثمارات على أرض الواقع، بهدف تشجيع الشباب لدخول عالم الاستثمار، عن طريق أفكارهم وابتكاراتهم وتحويل دراساتهم إلى منتج فعال في سوق العمل.



عداد الزوار / 790149596 /