فعاليات اليوم الأول للمؤتمر البيئي: السوسن الدمشقي.. معاً لصون هويتنا وتراثنا الطبيعي

 تركزت الجلسات العلمية في اليوم الأول لمؤتمر السوسن الدمشقي معاً لصون هويتنا وتراثنا الطبيعي حول "التنوع الحيوي والتنمية المستدامة" وقدم خلالها باحثون من داخل سورية وخارجها عدة أوراق بحثية ومحاضرات علمية سلطت الضوء على التنوع الحيوي وأنماطه وأهميته والأخطار والمشكلات الناجمة عن فقدانه والمساهمات التي يقدمها تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة وواقع المحميات الطبيعية في سورية والآفاق المستقبلية لإعادة إعمارها.
موقع جامعة دمشق واكب فعاليات المؤتمر والتقى عدداً من المشاركين:


الدكتورة راما عزيز من كلية الزراعة بجامعة دمشق سلطت الضوء في محاضرتها على الأنواع النباتية الموجودة في البيئة السورية مع التركيز على الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة الرعي الجائر وسوء الاستخدام، الأمر الذي يؤدي الى تراجعها، وأشارت الى أن الدراسة المقدمة شملت تحديد التركيب الكيميائي للزيت العطري المستخلص من هذه النباتات، ودراسة الطرز الكيميائية لها ومن ثم إجراء دراسة لدرجة القرابة بين الأنواع والطرز لهذه النباتات، إضافة لتحديد التركيب الكيميائي، والبصمة الكيميائية لهذه الأنواع ومن ثم البصمة الوراثية .



 وأكدت د. عزيز عبر هذه الدراسة ضرورة إيجاد صيغة أو هيئة وطنية تعنى بالنباتات الطبية، بهدف توحيد الجهود العلمية على المستوى الوطني من هيئات بحثية ومراكز بحوث وكليات زراعة وعلوم وصيدلة على مستوى الجامعات السورية وأهمية القيام بمسح جغرافي للأنواع الطبية، وتحديد مواصفاتها و تركيبها الكيميائي لتوظيفها في استخدامات الصناعات الدوائية على المستوى الوطني والاستفادة منها كمواد أولية بنفقات بسيطة جداً بدلاً من استيرادها، مع أهمية وضع استراتيجية وطنية للنباتات الطبية لضبط كل من التصنيع والجودة والزراعة والممارسات المستخدمة .

 


وعرضت الأستاذة ريم إبراهيم من الأمانة السورية للتنمية في محاضرتها " الوردة الشامية مورد ثقافي طبيعي واقتصادي" تجربة الأمانة السورية للتنمية المتعلقة بالوردة الشامية التي انطلقت من سورية إلى كافة انحاء العالم، حيث استثمرت الأمانة هذا المنتج الطبيعي، مع تبيان كيف يجب أن يتعامل المجتمع معها كمنتج طبيعي وكمورد اقتصادي ورمز ثقافي خاص به، والأمانة السورية وانطلاقاً من هذه القيم والمعاني المرتبطة بهذه النبتة قامت بإعداد ملف الترشيح أرسل إلى منظمة اليونسكو، وتلا ذلك عدة خطوات تسمى بخطة صون العنصر تشمل مجموعة من الأعمال والنشاطات التي تتقاطع مع البحث الأكاديمي والحفاظ على البيئة.

 


 وتحدثت الدكتورة عبير صالح من كلية العلوم بجامعة دمشق في محاضرتها " الواقع البيئي للسوسن في الفلورا السورية وسبل صونها واستثمارها" عن وجود يوم عالمي للتنوع البيولوجي وللبيئة وبعام 2024 كان هناك يوم عالمي للمياه وذلك للتأكيد على أهمية هذه المواضيع بالإضافة للتنمية المستدامة، الأمر الذي يؤكد أيضاً على ضرورة الانتباه الى الأنواع التي يمكن أن تغير معادلة التنوع البيولوجي " المهددة بالانقراض" ومنها السوسن الدمشقي لذلك أي مكون يحمل اسم سورية أو أي جزئية سورية يجب المحافظة على رمزيته، لذلك تم جمع كل المعلومات التي تخص السوسن في سورية وحدودها الحرجة بالانقراض حيث وجد أن الدمشقي اكثرها تهديداً بالانقراض، وهذا ما يتطلب السعي لإكثاره والمحافظة عليه مع طرح توصيات بضرورة وجود محميات للحفاظ علي هذه الأنواع، وهذا ضمن ورقة بحثية في الكلية يجري العمل عليها حالياً وتم البدء بالأبحاث أما النتائج فهي قيد الإنجاز.
 

 

وشارك الدكتور محي الدين قواس رئيس برنامج المراعي والموارد الحراجية في "أكساد" ببحث حول إسهامات المركز في الحفاظ على التنوع الحيوي وتنميته في المراعي الطبيعية المتدهورة في الوطن العربي مشيراً إلى أن المركز نفذ في الدول العربية أكثر من 20 مشروعاً لتنمية المراعي والتنوع الحيوي، والمرتبطان بعلاقة وثيقة، وجميع هذه المشاريع كانت ناجحة وتمثلت نتائجها في ازدياد الأعداد النباتية في المناطق المؤهلة بشكل كبير وزيادة الانتاجية النباتية والانتاجية الرعوية التي وصلت إلى عشرة أضعاف مما كانت عليه قبل التأهيل، كما ساهمت في مكافحة التصحر و استقرار التجمعات السكانية وبالتالي كان له نتائج اقتصادية وبيئية واجتماعية إيجابية ساهمت وقف هجرة السكان من مناطق البادية .


    
 وقدمت د. أسيل الأزعط من قسم العلوم البيئية في كلية العلوم لمحة تعريفية عن القسم وأهمية التنوع الحيوي والتنمية المستدامة من منظور هذا القسم والذي يتميز بأمرين هامين الأول أنه الوحيد بكلية العلوم والذي ترقى مشاريع تخرج طلابه الى أطروحات دراسات عليا، والأمر الثاني يتعلق بالحديقة البيئية ودورها في خدمة العملية التعلمية والبحثية في جميع أقسام الكلية إضافة لكليات أخرى وعدة جهات ذات صلة، وتضم عدة أشجار حراجية وطبية وتزيينية وذات قيمة وطنية تعكس التنوع الحيوي في سورية، لذلك يجب ألا تطغى الأنواع التزيينية والمدخلة في الحدائق على الأنواع المحلية المتوطنة في سورية وخصوصاً المهددة بالانقراض، وختمت ببعض التوصيات تتعلق بالتنوع الحيوي وضرورة تضافر الجهود والتعاون بين مختلف الجهات في هذا الإطاران المؤتمر يستمر ليومين .


يذكر أن المؤتمر يستمر ليومين على مدرج جامعة دمشق ويهدف إلى تبادل الخبرات، وتعزيز الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهمية صون التراث الطبيعي السوري



عداد الزوار / 791046034 /