دراسة علمية تتناول جودة الحياة المرتبطة بصحة الفم والمظاهر الفموية للأطفال السوريين المصابين بأمراض القلب الخلقية..

تعد صحة الفم جزءاً مهماً من الصحة العامة للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب التاجية وترتبط بجودة الحياة بشكل عام، وتشير التقارير إلى أن المرضى الذين يعانون من أمراض القلب التاجية قد يعانون من سوء الصحة الفموية، وأمراض الفم، وفي حالة الأطفال المصابين بأمراض القلب التاجية يتطلب الأمر رعاية طبية خاصة واحتياجات عاطفية، حيث تؤثر هذه الأمراض على جودة الحياة، وتتسبب في الاضطرابات النفسية مثل الخوف والقلق، وضعف الأداء المدرسي، وضعف التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم نتيجة حالتهم الصحية.

وانطلاقاً من أهمية جودة حياة الأطفال المصابين بأمراض القلب التاجية لمساعدة أطباء الأسنان الممارسين على تحديد مجموعة المخاطر والتخطيط للدعم النفسي والاجتماعي وتطوير الاستراتيجيات التي تركز على الاحتياجات الصحية لهؤلاء الأطفال ونظراً لعدم وجود بيانات متاحة حول هذا الموضوع.

 أجريت دراسة علمية في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق بغية استقصاء النخور السنية للأسنان، والتشوهات التي تصيبها، والتهاب اللثة لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب التاجية مقارنة بالأفراد الأصحاء لتمكين صناع القرار من اتخاذ تدابير قائمة على الأدلة وتحسين صحة الفم، وجودة حياة هؤلاء الأطفال.

شملت الدراسة 200 طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم بين 4-12 عام، مصابين بأمراض القلب التاجية (112 ذكر، 88 أنثى)، بالإضافة إلى مشاركة 100 طفل يتمتعون بصحة جيدة (44 ذكرًا و56 أنثى).  تم دراسة الاختلافات الموجودة بين الأطفال المرضى والأصحاء في متوسطDMFT، ومؤشرdmft، وOHI، وPMGI . وتقديم أدلة حول صحة الفم وجودة حياة هؤلاء الأطفال المصابين بأمراض القلب التاجية.

وبينت نتائج الدراسة مشاكل صحة الفم لدى الأطفال المصابين بأمراض القلب التاجية وأهمية رفع مستوى الوعي لمنع التأثيرات العاطفية والاجتماعية والعامة المحتملة، كما قدمت معلومات ضرورية لتنفيذ البرامج الوقائية داخل المنظومة الصحية لتوفير أفضل رعاية صحية فموية ودعم نفسي واجتماعي خاص لهؤلاء الأطفال في الجمهورية العربية السورية. كما أوصت الدراسة بضرورة النظر في الدراسات المستقبلية التي تشمل الأطفال المصابين بأمراض القلب المكتسبة، واتخاذ تدابير على المستوى الوطني لتحسين صحة وجودة حياة هذه الفئة من الأطفال.