ورشة عمل حول "قواعد كتابة وبناء الأسئلة متعددة الخيارات"

أكد وزير التعليم العالي الدكتور مالك علي أهمية تبني عمليتي القياس والتقويم لبناء نظام جودة التعليم العالي وتطوير التنافسية للمؤسسات التعليمية التي يقع على عاتقها التنمية الحقيقة من خلال إعداد الكوادر البشرية باختصاصاتها المختلفة.
وأشار علي خلال افتتاحه ورشة عمل حول /قواعد كتابة وبناء الأسئلة متعددة الخيارات / اليوم إلى أن هذه الورشة تأتي باكورة أعمال مركز القياس والتقويم للإسهام في تحفيز وتقوية مقدرات الكادر التدريسي على صياغة الأسئلة الامتحانية والتي تشكل أعمالها صلة وصل بين الأساتذة بمختلف الجامعات السورية الحكومية والخاصة للارتقاء بالتعليم الجامعي وجودة أداء الكوادر التدريسية من اجل مواكبة ثورة المعرفة والعلم على المستوى العالمي.
وأوضح وزير التعليم العالي أن تأسيس المركز جاء كأساس لتقييم أداء الطلاب وسبر معارفهم ومهاراتهم قبل الدخول في سوق العمل وتقييم أداء البرامج والمؤسسات التعليمية على أساس منهجية عمل مؤسساتية تعتمد تقنيات وأدوات قياس معيارية الأمر الذي سيسهم
في تعزيز ثقة الرأي العالمي بالتعليم في سورية مشيرا إلى استعداد الوزارة لتقديم التسهيلات والدعم لإيصال الطلاب في قطاع العلوم الطبية خاصة إلى أفضل المستويات العلمية وفقا لمعاير الجودة العالمية.
ولفت علي إلى أن هدف المركز تقديم خدمات قياس المعارف والمهارات والمقدرات وتقويمها بمنهجية علمية وشفافية ودقة من اجل تحقيق العدالة وضمان جودة مخرجات التعليم العالي وتلبية الاحتياجات التنموية وتطوير اختبارات القبول في المؤسسات
والتعادل للشهادات العلمية غي السورية والانتقاء لعاملين في الجهات العامة إضافة إلى قياس مخرجات المؤسسات التعليمية ودراستها وتزويد الجهات العامة بالدراسات والمعطيات المتعلقة بالتعليم التي تسهم في وضع الاستراتيجيات والخطط التنفيذية وصناعة القرارات.
وأشارت مدير عام مركز القياس والتقويم الدكتورة ميسون دشاش أشارت إلى أن عمليتي القياس والتقويم تهدف إلى معرفة مواطن الضعف والقوة في عمليتي التعلم والتدريس بهدف إدخال تحسينات عليها من حيث طرائق التدريس أو الوضع التعليمي أو المادة الدراسية وغير ذلك لافتة إلى انه سيتم خلال الورشة تناول أهم القواعد والمعايير لكتابة الأسئلة متعددة الاختيار في الامتحانات الوطنية لتتسم بالجودة والفاعلية وللحد من الانتقادات والعيوب التي عادة ما تشتمل عليها الأسئلة المكتوبة بشكل رديء حيث أن كتابة وتصميم الاختبارات متعددة الاختيار هو بحد ذاته مهارة يجب على كل أستاذ أن يجيدها ويطور من قدراته فيها.
وأوضحت دشاش أن فكرة هذا النوع من الأسئلة تقوم على أساس قياس مقدرة الطالب على اختيار الإجابة الصحيحة لسؤال أو مشكلة من بين مجموعة من الإجابات التي تعرض عليه ويجب أن تكون هذه الأسئلة مصممة بحيث تقيس المهارات المعرفية وغير المعرفية وان تكون قادرة على سبر مخرجات التعلم المطلوبة للدخول في سوق العمل وبذلك تتنوع فقرات الاختبار لتقيس ليس فقط المستويات الدنيا من التفكير بل كل مستويات وقدرات التفكير من تذكر وفهم وتفسير وتصنيف واستدلال ومقارنة وتحليل وتطبيق وتقييم.
وأشارت ميسون إلى أنه من أكبر الأخطاء التي يقع فيها مصممو هذا النوع من الاختبارات هو في اعتقادهم أن فقرات /أسئلة/ متعددة الاختيار إنما تقيس جوانب محدودة لا تتعدى تذكر واستدعاء حقائق ومعلومات من المحتوى الدراسي.
و قالت دشاش : لقد تبين من خلال عملية تقييم الأسئلة الامتحانية المتداولة في الجامعات السورية وخاصة العلوم الطبية أنها لم تكن بالجودة العالية المطلوبة ولا تخدم الامتحانات الوطنية ومن خلال إجراء تقييم لهذه الأسئلة ظهرت الكثير  من الثغرات وكان لابد من إجراء تحليل نقدي  لكل الأسئلة الامتحانية المقدمة إلى المركز من مختلف الجامعات السورية حيث اتضح أن هذه الأسئلة دون المستوى المطلوب على صعيد البنية والصياغة والإجابة واختيار الإجابة والهدف من كتابة الأسئلة الامتحانية  ولهذا كان لابد من التفكير بشكل جدي بإحداث بنك وطني للأسئلة المؤتمتة في الاختصاصات الطبية (طب ، طب أسنان ، صيدلة ، تمريض)  تكون فيه الأسئلة قادرة على سبر مهارات الطالب لدخول سوق العمل ومقدرته على التخليل النقدي  وحل المشكلات والمهارات السريرية لديه  وليس سبر للمواد الحفظية كما هو الواقع الحالي وخاصة وأن شراء بنوك أسئلة جاهزة بلغات أجنبية من بعض الدول الأخرى  أثبت عدم جدواه  فهي بعيدة عن بيئتنا ولا تسبر مناهجنا بشكل فعلي وهو هدفنا الأساسي من تنظيم هذه الورشة.
وأشارت دشاش إلى أن الغاية الأخرى من إقامة هذه الورشة  تشكيل نواة لمركز القياس والتقويم من واضعي الأسئلة والمدربين ليكونوا مدربين قادرين لدى عودتهم إلى جامعاتهم  من إجراء دورات تدريبية في هذا المجال وخاصة بهدف رفد المركز بالمستقبل بالمدربين المختصين من أجل الوصول إلى بنك أسئلة وطني بجهود وطنية عالي المستوى ومتدرج الصعوبة وخاصة وأن المشاركين هم أساتذة من مختلف الجامعات الحكومية والخاصة لافتة إلى أنه سيتم إعداد دلائل إرشادية لأساتذة من أجل كتابة الأسئلة الامتحانية ومثلها للطالب من أجل  الدراسة وكيفية التخضير للامتحان في الأيام القادمة.
وأكد الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى محاضر في الورشة على ايجابيات الامتحانات متعددة الخيارات من حيث توجيه الطالب نحو التركيز في الدراسة وتبعده عن الدراسة الشمولية أو الإجمالية وتمكنه من التركيز على أهمية المصطلحات العلمية الأجنبية وإيرادها في هذا النمط من الأسئلة الامتحانية وهذه الامتحانات تبرئ أستاذ المقرر من أي شبهة أو اتهام أو تواطؤ أو تحامل نظرا لأن التصحيح يتم من قبل إدارة الكلية وهي حل مناسب للكليات التي يكون فيها عدد الطلاب كبيرا جدا / الآداب – الحقوق/.
وأوضح شيخ عيسى أن هذه الامتحانات عادلة 100 بالمئة وهناك إمكانية لإصدار النتائج بسرعة والتمكن من سبر الطالب في كل المناهج بدون استثناء واختبار الطالب في مجالات من الصعب تحقيقها في الاختبارات التقليدية وسهولة عمل نماذج متعددة في حال وجود كثافة طلابية في القاعات الامتحانية مشيرا إلى سلبيات الامتحانات المتعددة حيث أنه لا يمكن أن اختبار الطالب في مقدرته على الكتابة / موضوع إنشائي – تحليلي ..الخ /وصعوبة في تطبيقها في بعض الكليات / هندسة – فنون جميلة / وسهولة الغش في الامتحانات التي تتبع هذه الطريقة في حال الاكتفاء بنموذج واحد في القاعة الامتحانية كما أن نسب النجاح قد تكون غير منطقية وتكلفتها المادية مرتفعة.
وتتضمن الورشة على مدى يومين عدة محاور في قياس كفاءة الخريجين في ضوء المعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية وفي ضوء التعليم المرتكز على المخرجات إضافة إلى سبر المعرفة والمهارات والمواقف في امتحاني الصيدلة وطب الأسنان الموحدين وفي امتحان
التمريض والمعايير الذهبية لجودة الامتحانات المؤتمتة والتحقق من صدقية وموثوقية نتائج الامتحانات المؤتمتة والتوجهات الحديثة في طرائق تقويم المهارات غير المعرفية.
حضر الورشة رئيس جامعة دمشق / محمد عامر المارديني / ومعاوني وزير التعليم العالي الدكتور / نزار الضاهر / والدكتور/ حسان الكردي/وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والمهتمين بمحاور الورشة .



عداد الزوار / 799514804 /