المواطنة والهوية.. الاغتراب والانتماء.. في ندوة حوارية بجامعة دمشق

ركزت الندوة الحوارية التي أقامها قسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق في الخامس من آذار حول أهمية التمسك بالمواطنة والهوية ودور المغترب في تعزيز انتمائه لبلده.
وأشار الدكتور خالد الحلبوني عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية رئيس الجلسة الافتتاحية إلى أن الندوة التي يشارك فيها نخبة من المحاضرين والمفكرين وطلاب من جامعة دمشق تهدف إلى فتح باب الحوار والتواصل والاتصال بين الطلبة والأساتذة خارج أوقات المحاضرات.
بدورها أشارت الدكتورة أمل دكاك رئيسة قسم علم الاجتماع بكلية الآداب إلى أن هذه الندوة تأتي  في إطار سلسلة ندوات أسبوعية بعنوان الثلاثاء الاجتماعي ينظمها القسم وتهدف إلى فتح الحوار والتواصل مع الطلبة خارج ساعات المحاضرات. لافتة إلى  جامعة دمشق خرجت المفكرين والعلماء الذين أسهموا ببناء الحضارة الإنسانية داعية إلى النهوض بالعلم وفتح باب الحوار مع الجميع وتعزيز الوعي المجتمعي للنهوض بسورية.
من جانبه بين الدكتور عبد النبي اصطيف باحث وأستاذ بقسم اللغة العربية في محاضرته التي حملت عنوان المواطنة والهوية أن الهوية ذات منشأ اجتماعي لان المجتمع مسؤول عن إنشائها لتكون أساس المواطنة التي ينشدها بحيث تنطوي على تنوع وتعدد يغنيانه ويوسعان افقه ليشمل طيفا واسعا من وجوه الهوية دون أي خوف من الإقصاء الذي يمارسه البعض لوجه من وجوه هويته لخوفه من تأثيرها السلبي على وجوهها الأخرى.
ولفت اصطيف إلى أن الهوية منشأ قابل للتغيير والتطوير ما يرسخ الأمل بإمكانية خلق هوية تجمع وتسمح بالتواصل مع الأخر على أساس وجه من وجوه الذات مؤكدا أهمية الانتماء والانسجام والتمسك بالهوية باعتبار أن سورية نسيج اجتماعي متنوع وللحفاظ على هذا التنوع على المجتمع أن يكفل الوحدة لمواطنيه وينمي هويتهم بالتعلم والمعرفة والثقافة.
من جهتها أكدت الدكتورة أيسر ميداني رئيسة مجلس أمناء شبكة نوستيا شبكة العلماء والتقانيين والمبدعين السوريين في المغترب وخبيرة في العلوم والكيمياء في محاضرتها التي حملت عنوان الاغتراب والانتماء ان سورية كانت وما زالت مهد الحضارات كونها تتميز بتنوع وغنى بالتراث الإنساني والثقافي.
واستعرضت ميداني تاريخ سورية منذ نشأتها معرجة على الأوضاع التي تمر بها حاليا ومؤكدة ان الهجمة الشرسة التي تتعرض لها تهدف إلى السيطرة على ثرواتها لتحقيق أمن إسرائيل في المنطقة بالاعتماد على الإعلام المغرض الذي ينادي بالديمقراطية والحرية.
وأجرت ميداني مقارنة بين الحريات والمساواة في بعض دول العالم وبين سورية مؤكدة أن سورية تتمتع بالديمقرطية وحرية القول والاعتراف بالأخر أكثر من كثير من الدول التي تعتمد سياسة العنصرية والقمع وكم الأفواه داعية جميع المثقفين والمفكرين في بلاد الاغتراب إلى تعزيز انتمائهم لوطنهم والدفاع عن قضايا أمتهم في الخارج وصد الهجمة التي تتعرض لها سورية وتفعيل الحوار والمصالحة وتعريف الشعب بعدوه الرئيسي إلا وهو إسرائيل.
وركزت مداخلات المشاركين في الندوة حول أهمية الحفاظ على الهوية السورية والتمسك بها والتأكيد على دور المغتربين عموما والمثقفين منهم خصوصا في شرح ما تعانيه سورية حاليا وتوضيح الأمور على حقيقتها أمام الجمهور الغربي في بلاد الاغتراب وكشف زيف الإعلام المغرض الذي يقوم بتشويه الحقائق وضرورة الحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية.
حضر الندوة رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد عامر المارديني والدكتور أمجد زينو نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية وعدد من أساتذة الجامعة والطلاب.



عداد الزوار / 799539763 /