مذكرتا تعاون بين جامعة دمشق والمديرية العامة للآثار والمتاحف

 

وقعت المديرية العامة للآثار والمتاحف مع جامعة دمشق وكلية الهندسة المعمارية  مذكرتي تفاهم في مجالات برامج التنقيب والبحث العلمي وأعمال المسح والتوثيق والترميم وتأهيل المواقع الأثرية وتقييم وظائفها السياحية والثقافية وتبادل المعلومات والوثائق وإقامة المعارض والندوات.

وأكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة على أهمية استثمار الطاقات الوطنية من أجل إعادة تأهيل المواقع والمباني الأثرية في دمشق القديمة والحفاظ عليها باعتبارها جزء من الإرث الثقافي والحضاري ليس فقط لمدينة دمشق وإنما للمنطقة العربية  بتاريخها وتراكماتها الثقافية الغنية.

واعتبرت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة  أن هاتين المذكرتين ستساهمان في زيادة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمديريات التابعة لوزارة الثقافة والاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدى الجانبين ولاسيما أن كلية الهندسة المعمارية وهي إحدى الجهات الموقعة على مذكرة التفاهم أحدثت ماجستير التأهيل والتخصص والذي أوجد خبرات علمية وبحثية وتطبيقية إضافة إلى تركيزه على ترميم وإعادة تأهيل الأبنية القديمة مشيرة إلى أن مدينة دمشق القديمة تشكل أرضاً خصبة لهذا التعاون من خلال ترميم وإعادة تأهيل بعض البيوت الدمشقية القديمة والتي تعد من الإرث الحضاري للمنطقة العربية بتاريخها ومكوناتها الثقافية   مؤكدة  أهمية متابعة تنفيذ بنود المذكرتين من جميع الجهات المشرفة على العمل عبر صيغة العمل المؤسساتي  والتي تمكن من تحقيق أفضل النتائج وفق المدة المحددة.

وأشار الدكتور محمد عامر مارديني رئيس جامعة دمشق إلى الدور المناط بماجستير التأهيل والتخصص في ترميم وتأهيل المباني الأثرية والتاريخية  في كلية الهندسة المعمارية بموجب هاتين المذكرتين مؤكدا أنه ساهم بصورة فعالة في ترميم عدد من البيوت الدمشقية القديمة والتي بدورها ستشكل قاعدة أساسية لمذكرة التفاهم كمشروع وطني رائد.

لافتاً إلى أن الجامعة  معنية بشكل مباشر بالانخراط  في المجتمع و حل مشكلاته  على كافة الأصعدة  مما يعزز  موضوع البحث العلمي  لدى الطلاب  حيث يعتبر الحفاظ على الآثار والمباني التاريخية من أهم الموضوعات الملقاة على عاتق جامعة دمشق .

ورأى الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف عبد الكريم أن توقيع هاتين المذكرتين يمر بظروف صعبة عانت منها المواقع الأثرية في سورية نتيجة الأزمة الحالية ما يستدعي التفكير بصورة جماعية وحشد كل الطاقات والجهود وتوظيفها بصورة سليمة لحماية هذا التراث الثقافي الاستثنائي.

وأوضح أن المديرية تسعى عبر هذه المذكرة إلى الاستفادة من خبرات جامعة دمشق في برامج التنقيب والبحث العلمي وأعمال المسح والتأهيل للمواقع الأثرية وإقامة المعارض والندوات إضافة إلى زيادة الوعي بأهمية التراث الثقافي السوري وإتاحة الفرصة لربط الجانب الأكاديمي بالجانب العملي من خلال مشاركة الطلاب بأعمال التنقيب والتأهيل ودراسة المواقع الأثرية.

وبين المدير العام للآثار والمتاحف أن مذكرة التفاهم الثانية مع كلية هندسة العمارة ستشكل الإطار العام لتبادل الخبرات في أعمال الترميم والتأهيل والحفاظ على التراث الثقافي وتبادل المعلومات والوثائق وإجراء المسوح الميدانية والتوثيق إضافة إلى تقييم الوظائف السياحية والثقافية في المواقع الأثرية وتطوير برامج التدريب مشيرا إلى أن باكورة هذا التعاون ستكون بتوحيد الجهود ضمن بقعة أثرية هي مدينة دمشق القديمة.

ورأى الدكتور طلال معلا المدير التنفيذي لوحدة دعم وتطوير المتاحف الوطنية أن مذكرتي التفاهم ستحققان أعلى مستوى من الجودة في تبادل الأفكار والمعلومات في مجال المنافسة الدولية والريادة الإقليمية خاصة في التحديات التي يفرضها المتغير العالمي في بناء المهارات والقدرات وتحديات مجتمع المعرفة معتبراً أن الشراكة مع جامعة دمشق هي شراكة إستراتيجية تستند إلى الخبرة الكبيرة لهذا الصرح التعليمي.

ولفت معلا إلى أن المذكرتين ستتيحان لجامعة دمشق ترسيخ الهوية المعرفية والثقافية لسورية عبر تطوير الإمكانيات الذاتية لكوادرها وتطوير قطاعاتها الأكاديمية والمخبرية وتطوير المناهج والمنشآت مبيناً أن إصدار قانون التراث الثقافي السوري سيفسح مجالاً أوسع لتبادل وجهات النظر والتعاون في مجالات استثمار التراث الثقافي والترويج والحماية المشتركة وتحسين شروط الاستفادة داعياً لتطوير أساليب التعاون الفعال وخاصة في مجال البحث العلمي وتنمية الموارد البشرية وحماية البيئة ودعم مبادئ التنمية المجتمعية والدفع بقدرة المواطنين على إيجاد فرص عمل لمحدودي الدخل في المناطق الريفية والهوامش المدينية.

واستعرض عدد من طلاب الدورة الخامسة من ماجستير التدريب والتأهيل مجمل الدراسة التي نفذوها على خان اسعد باشا الأثري في دمشق القديمة والتي تشمل مواقع الخلل والتصدع والمخالفات المشيدة في الخان وأساليب استثماره الحالية والمستقبلية إضافة إلى استعراض مجموعة من أعمال الصيانة الاسعافية والإستراتيجية.

وبين المهندس ياسر الجابي المسؤول العلمي لمعهد شايو في سورية أن المشاريع التي تدخل في منهاج المعهد مستمدة من الواقع وتقوم على خطة لإعادة الترميم والتأهيل لمبنى او موقع اثري موجود مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم وضعت بهدف الاستفادة من المواقع الأثرية التي يعود الإشراف عليها إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف بحيث تضمن المديرية الاستفادة من أبحاث المعهد كما يضمن المعهد الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها المديرية من دراسة تاريخية ومخططات مبدئية.

وأوضح الجابي ان برنامج المعهد ثمرة اتفاقية وقعتها جامعة دمشق مع مدرسة شايو في فرنسا والمتخصصة في منح شهادات الماجستير في الترميم بهدف تخريج مهندسين معماريين مختصين بترميم الأبنية الأثرية حيث تخرجت أول دفعة من المعهد في العام /2005/.



عداد الزوار / 799565081 /