مخيم الأعمال الطلابي الثالث ..أفكار وحلول مبتكرة لتطوير وإعادة تأهيل مجمعي الصالحية والأمويين

اختتمت في السابع من شهر كانون الثاني 2013  فعاليات مخيم الأعمال الطلابي الثالث لإعادة تأهيل وتطوير مجمعي الصالحية والأمويين الاستهلاكيين الذي نظمه مركز التوجيه المهني في جامعة دمشق بالتعاون مع الجمعية السورية للتسويق والمؤسسة العامة الاستهلاكية.
وشارك في المخيم خمسون طالبا وطالبة من اختصاصات هندسة العمارة والديكور والاقتصاد والبيئة والطاقات المتجددة وزعوا على خمسة فرق كلف كل منها بإعداد دراسة خاصة حول إعادة تأهيل هذين المجمعين بحيث يواكبان المجمعات التجارية العصرية وتحويلهما إلى مجمعات صديقة للبيئة في سورية وتطوير آليات العمل المتبعة فيهما من خلال تغيير أساليب البيع والشراء والترويج وجذب الزبائن
. وأكد الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أهمية الأفكار الإبداعية التي قدمها الطلاب من خلال المخيم وإيجاد آليات تنفيذ سريعة لتطبيقها على أرض الواقع نظرا لحاجة المؤسسات المعنية للتطوير وتشجيع أصحاب الأفكار الخلاقة والإبداعية لافتا إلى أن كل مجمع تجاري له احتياجات محددة تتناسب مع عملية تطويره حيث لا يمكن تعميم تجربة واحدة على كل المجمعات
واستعرض النائب الاقتصادي دور الشباب في دفع عملية التشاركية والعمل التطوعي بما يعزز حماية مصالح المواطنين وبناء سورية المتجددة مشيرا إلى أن الشباب هم أكثر فئات المجتمع حماسا وقدرة على المضي في هذا المشروع الذي ينبع من ضرورات فرضتها عوامل تطور المجتمع الاقتصادية والاجتماعية.
ورأى جميل أن التجمعات الشبابية الممثلة للمجتمع تقع عليها مسؤولية تنظيم المواطنين غير الواعين لأهمية دورهم في حماية مصالحهم وتعليمهم كيفية اداء هذا الدور لردع المتاجرين بقوت الشعب الذين يستغلون الفوضى وسعي المواطنين لتلبية متطلباتهم بطريقة إفرادية دون باقي أفراد المجتمع.
ودعا إلى تعميق مفهومي التطوع والتشاركية وممارستهما بشكل حقيقي من خلال مشاركة المواطنين في الدفاع عن مصالحهم والتشاركية مع الوزارة كجزء من الحكومة لحماية مصالح المواطنين من خلال تعزيز عمليات الرقابة على الأسواق والمخابز لردع المخالفين والمحتكرين.
وأكد أن سورية ستخرج من أزمتها اقوي مما كانت عليه مع قدرة الشعب السوري على بناء سورية المتجددة التي يريدها وإعادة أعمارها وتطويرها بما لديه من تراث وخبرات تاريخية لافتا إلى أن ذلك يتطلب دعم العمل التطوعي وإيجاد إشكال ملموسة للعمل الجماعي بعيدا عن حالة /الانا الذاتية/ التي يحاول الغرب الاستعماري نشرها في مجتمعاتنا.
ولفت إلى أن سورية المتجددة سترتفع معها مستويات الحريات السياسية والديمقراطية وأن ضمان نجاح هذا النموذج يتطلب زيادة مشاركة المواطنين في صنع القرارات التي تمس مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بشكل مباشر أو غير مباشر موضحا أن المجتمعات تتجه نحو تعميق درجة تقسيم الأعمال في مختلف المجالات بما فيها الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأن هذا التوجه يفرض ضرورة تعزيز مشاركة جميع المواطنين في صياغة وإعداد القرارات التي تمس حياتهم اليومية.
بدوره لفت الدكتور محمد عامر مارديني رئيس جامعة دمشق إلى دور الجامعة منذ تأسيسها في تخريج الكفاءات العلمية ورجالات العلم والأدب والثقافة التي أسهمت بدورها في تطوير المجتمع وإغنائه بإبداعاتهم في مجالات الحياة كافة، مبينا أن أفكار الطلاب وابتكاراتهم التي قدموها خلال المخيم هي أكثر ما تحتاجه سورية في هذه الظروف التي تمر بها لناحية إعادة تأهيل البنى التحتية وإعادة أعمار سورية المتجددة.
أوضح مارديني أهمية تعميم ونشر ثقافة العمل الجماعي والتطوعي بين جميع أفراد المجتمع وخاصة شريحة الطلاب والشباب لكونها التزاما أدبيا وأخلاقيا تجاه وطنهم الذي قدم لهم الكثير معتبرا أن تجربة المخيم ومخرجات العملية بالمجمل نواة إبداعية يجب أن تنتشر في جميع مفاصل ومناحي الحياة.
وأشار الدكتور عبد السلام زيدان مدير مركز التوجيه المهني بجامعة دمشق إلى أن فكرة المخيم تقوم على إيجاد حل لمشكلة أو عدة مشاكل تواجهها شركة أو مؤسسة ما من قبل مجموعة من الطلاب بحيث يقدمون أفكارا إبداعية ومبتكرة وحلولا متكاملة لتلك المشكلات، إضافة إلى دوره في تلبية متطلبات سوق العمل ورفد الطلاب بالخبرات العملية والمهارات الإضافية وإكسابهم فنون العمل ضمن فريق والتواصل والتقديم وتأمين قنوات اتصال بينهم وبين أرباب العمل لافتا ً إلى أن المخيم الحالي هو الثالث على مستوى الجامعة حيث جرى تشكيل فرق طلابية من الهندسة المعمارية والعلوم والفنون والاقتصاد بحثوا في تأهيل وتطوير مجمع الأمويين الاستهلاكي كمجمع عصري وصديق للبيئة، كما طوروا أفكاراً متعلقة بالترويج له، مدة المخيم استمرت لفترة 7 أسابيع بمعدل 3 أيام عمل أسبوعيا تمت في مقر المجمع وفي مركز التوجيه المهني بالجامعة. أشرف على عمل فرق الطلاب مجموعة متميزة من أرباب العمل بخبرات متعلقة بالتصميم والتسويق والترويج في الشركات الوطنية في القطاعين الخاص والعام (صناعات غذائية ، منظفات، الطاقة).
من جهته لفت مدير الجمعية السورية للتسويق حسام نشواتي إلى أن الجمعية تسعى إلى تطوير الفكر التسويقي لدى قطاعات المجتمع كافة بجميع أشكالها وأنواعها بمساعدة المؤسسات الحكومية وتكريس دور الشباب والطلاب في المجتمع، موضحا أن المخيم عبارة عن نشاط طلابي شبابي مهني يجمع عددا من الطلاب باختصاصات مختلفة بهدف الدراسة والتخطيط والإشراف على التنفيذ على أن تشمل هذه الدراسة كافة النواحي المعمارية والديكورات والمسائل الإدارية المختلفة.

وأوضح نشواتي أن التكاليف التقديرية لتطوير مجمعي الصالحية والأمويين الاستهلاكيين التي طرحها الطلاب من خلال أفكارهم هي تكاليف منخفضة للغاية وذات مردود استثماري عال وعوائد جيدة من النواحي البيئية وتوفير الطاقة الكهربائية والكفاءة الإدارية مبينا أن عددا من جهات القطاع الخاص أبدت رغبتها في دعم هذه الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى حقائق ملموسة خلال الفترة القادم.

وفي الختام تم تكريم الفريق الفائز بالمرتبة الأولى وتوزيع الشهادات على الطلاب المشاركين.

 

 

 

 

 



عداد الزوار / 799539770 /