الملتقى السوري البريطاني الأول للتعليم العالي يركز على تدويل التعليم وتعزيز جودته

بدأت  في الأول من آذار فعاليات الملتقى السوري البريطاني الأول للتعليم العالي الذي تقيمه وزارة التعليم العالي بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني بدمشق بمناقشة قضايا تدويل التعليم العالي وتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي عن طريق الشهادات المشتركة وتبادل خبرات البحث العلمي بين طلاب الدراسات العليا والأساتذة وذلك في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق.
وقال وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات إن هذا الملتقى وما يتضمنه من تبادل للخبرات والتجارب يمثل أحد مظاهر تدويل التعليم العالي وثمرة من ثمار التعاون القائم بين البلدين والذي يشمل العديد من البرامج في مجال بناء القدرات وإيفاد 600 خريج سوري لمتابعة الدراسات العليا في الجامعات البريطانية.
وأوضح بركات أن ما يشهده عالم اليوم من تطورات متسارعة في مجال الابتكار والإبداع وتقنيات الاتصالات والتقنيات العلمية جعلت من الصعوبة بمكان على أي مؤسسة علمية أو بحثية أن تقوم بعملية تطوير قدراتها العلمية أو البحثية منفردة دون أن تتعاون مع نظيراتها في العالم مشيرا إلى ضرورة إضفاء بعد دولي او متعدد الثقافات على كافة أنشطة التعليم العالي للارتقاء بكفاءتها وبرامجها البحثية وتعزيز قدراتها.
وقال وزير التعليم العالي حرصنا على إعداد البنية القانونية اللازمة لإقامة جميع أشكال التعاون العلمي بين مؤسسات التعليم العالي ونظيراتها في العالم من خلال إصدار القانون رقم (1) لعام 2009 الناظم لإحداث برامج الدراسات العليا المشتركة والذي بدئ بموجبه تنفيذ العديد من برامج الماجستيرات المشتركة بين عدد من الجامعات السورية والفرنسية والألمانية معربا عن أمله في توسيع وزيادة هذه البرامج لتشمل برامج علمية مشتركة مع الجامعات البريطانية واتفاقيات أكاديمية جديدة.
من جانبها أشارت مديرة المجلس الثقافي البريطاني بدمشق اليزابيث وايت إلى أن المجلس يسعى إلى إقامة برامج لتطوير الشراكات وبناء القدرات وضمان الجودة إلى جانب دوره في دعم التبادل الأكاديمي والتواصل الثقافي من خلال الجامعات التي تعتبر من أهم منصات التواصل وتطوير التعاون العلمي والأكاديمي.
ولفتت وايت إلى التطور الكبير في العلاقات العلمية والأكاديمية بين البلدين من خلال برامج تبادل الأساتذة والطلاب مشيرة إلى دعم الوزارة واهتمامها بإقامة هذا الملتقى الذي يوفر فرصة اللقاء والتواصل بين خبراء وأكاديميي التعليم العالي في البلدين لتحقيق الفائدة المشتركة.
بدوره استعرض الدكتور نجيب عبد الواحد معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي التطورات التي طرأت على التعليم العالي في سورية ومؤشراته وضمان الجودة وتوزع المؤسسات التعليمية ونشاطاتها والتحديات التي تواجهها إلى جانب توزعها الجغرافي وأنماط الطلاب فيها وأنواع التعليم ونسب تسجيل الطلاب في الجامعات والكليات بالمحافظات والقدرة الاستيعابية لها إضافة إلى ما تقوم به منظومة التعليم العالي لتغيير النظرة المجتمعية للتعليم المهني وعلاقته بسوق العمل والبرامج المعدة للبحث العلمي مع هيئات ومراكز بحثية على المستوى المحلي والخارجي داعياً إلى ضرورة تعزيز استجابة التعليم العالي لمختلف التغييرات خاصة الاقتصادية منها ودعم التعاون العلمي والانفتاح على الخيارات العلمية المتاحة مع النوعية وتطوير التعاون الدولي والشراكات القائمة بالاعتماد على معايير عالمية بالتعاون مع مراكز الجودة والتقويم.
بدوره قدم الدكتور غسان عواد معاون رئيس جامعة سالفورد البريطانية لشؤون البحث والتطوير عرضا حول تجربة الجامعة في تدويل المناهج والتعليم ومشاريع التعاون التي تقوم بها مشيرا بهذا الخصوص إلى وجود مشروعين للجامعة مع جامعة دمشق من خلال برنامج تمبوس الأول عبارة عن ماجستير حول استعمالات الحاسب الآلي في هندسة البناء والإدارة والمشروع والآخر حول إدارة البيئة.
وأشار عواد إلى أن تدويل التعليم العالي يتطلب الاطلاع على تجارب الغير والتشارك لجهة القضايا العلمية والبحثية والأبحاث المنشورة وخلق القدرات الفاعلة والتواصل العلمي وتوفير البنية التحتية والدعم المالي اللازم.
حضر افتتاح الملتقى رئيس جامعة دمشق الدكتور وائل معلا ومعاون وزير التعليم العالي الدكتور ماهر قباقيبي ومنسق المكتب الوطني لبرنامج تمبوس بالوزارة ونواب رؤساء الجامعات للبحث العلمي ومديرو التعاون الدولي في الجامعات السورية الحكومية والخاصة ونظرائهم في الجامعات البريطانية.
وشكل المشاركون في الملتقى ثلاث مجموعات عمل لبحث مواضيع التبادل الطلابي والأساتذة وتبادل المهارات والتطوير المهني لطلاب الدكتوراه والبحث العلمي إضافة إلى الماجستيرات المشتركة.
ويمثل الجانب السوري في الملتقى جامعات دمشق وحلب وتشرين والبعث والفرات والوادي والقلمون وإيبلا والأندلس والحواش والوطنية والدولية للعلوم والتكنولوجيا في حين يمثل الجانب البريطاني جامعات برونيل واسكس ونيو كاسل وداندي وسان مارك وسان جون وثاوثمبتون ولييدز ميتروبوليتان وبرافورد وايست انغليا ودارام بالإضافة إلى الوكالة البريطانية للتوثيق الأكاديمي.

ويهدف الملتقى الذي يستمر يومين إلى تعميق التعاون المستدام بين البلدين وتعزيز الشراكات من خلال النقاش وتبادل الآراء الفاعلة حول مواضيع هامة بين الجامعات السورية والبريطانية وضمان الجودة والاعتمادية في التعليم العالي.



عداد الزوار / 800476999 /