ملتقى التضامن مع فنزويلا:نرفض هجوم الإدارة الأمريكية

02/04/2015    
أكد المشاركون في ملتقى التضامن مع فنزويلا في إطار الحملة العالمية “أوباما ألغ القرار التنفيذي فورا” والذي أقيم اليوم على مدرج جامعة دمشق بمشاركة شخصيات سياسية ودينية ورؤساء أحزاب وأساتذة جامعات تضامنهم الكامل مع جمهورية فنزويلا الصديقة ورفضهم للهجوم الظالم الذي تتعرض له من قبل الإدارة الأمريكية وللقرار الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي اعتبر بموجبه فنزويلا البوليفارية تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
وفي كلمة لرئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أشار الى العلاقات الوثيقة والمتجذرة التي تربط البلدين الصديقين والتي تعززت ونمت في عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي دعم وساند حركات التحرر في العالم ولا سيما القضايا العربية مؤكدا أن ما يحدث في سورية وفنزويلا ما هو إلا محاولات قديمة متجددة من قبل الإمبريالية الأمريكية للهيمنة على الدول الداعمة لتحرر الشعوب وللدول ذات القرار المستقل والرافضة للهيمنة والإملاءات.
وقال الكردي إن “سورية وفنزويلا تعلمتا من التاريخ أن البلدان المقاومة تمر بأوقات صعبة” لكن وعي الشعبين السوري والفنزولي وتماسكهما سيفشل المخططات التي تحاك ضدهما في وجه الهجمة الشرسة التي تشن اليوم على أكثر من بلد امن ومستقر لخلق الفوضى وبسط النفوذ والهيمنة عليها بهدف استغلال ثرواتها ومواقعها الجيوسياسية الحساسة والمهمة.
وأضاف “إن الشعب السوري يقدر عاليا محبة الشعب الفنزولي ومواقفه الثابتة تجاه قضايانا العادلة ودعمهم لسورية شعبا وقيادة وجيشا في المحافل الدولية” لافتا إلى أن جامعة دمشق منحت الرئيس الراحل تشافيز شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لمسيرته النضالية ومواقفه الثابتة حيال قضايانا العادلة وتم تسمية حديقة باسمه في حرم الجامعة.
من جهته استعرض السفير الفنزويلي في دمشق عماد صعب المشاكل والمعاناة التي تواجه بلاده نتيجة تدخل الإدارة الأمريكية السافر في شؤونها بحجج وذرائع عدة وقامت بدعم وتمويل المعارضة السياسية في البلاد وشجعتها على ارتكاب أعمال العنف وقتل الأبرياء وفرضت عقوبات على مسؤولين فنزويليين متجاهلة أن ما تقوم به هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في البلاد.
وأشار صعب إلى أن الولايات المتحدة أصدرت منذ عام 2013 وحتى الآن أكثر من 200 تصريح ضد فنزويلا وأكثر من 200 قرار يدينها بأشياء غير موجودة مبينا أن الإدارة الأمريكية لم تتجرأ طوال 15 عاما من الثورة في فنزويلا على القيام بمثل هذه الخطوة من خلال إصدار هذا القرار الذي ترك الباب مفتوحا لتدخل عسكري في شؤون فنزويلا.
وكشف السفير الفنزويلي في دمشق أن هناك ثلاثة اسباب تفتح الباب أمام التدخل العسكري في أي بلد من بلدان العالم وهي الارهاب وتهريب المخدرات وما يسمى حقوق الإنسان التي تتحكم بها الإمبريالية العالمية وفقا لمصالحها علما أن طلاب الجامعات الذين ينتمون إلى صفوف المعارضة افتعلوا الكثير من أحداث العنف في البلاد بدعم وتمويل الولايات المتحدة نفسها ما أدى إلى سقوط أكثر من 43 قتيلا عام 2014 وأكثر من 800 جريح ونتيجة هذا التحريض تم اعتقال وسجن بعض قادة المعارضة لكونهم المسؤولين عن سقوط هذه الضحايا.
وبين صعب أنه مقابل كل هذه الأعمال التي تنفذ ضد فنزويلا قامت الحكومة الفنزويلية بتنظيم حملة تضامنية عالمية لتوضيح ما تتعرض له ومواجهة الخطر والتهديد من قبل الإمبريالية العالمية والولايات المتحدة مؤكدا أن ما يحصل في فنزويلا هو نفسه الذي حدث ولا يزال في سورية بتدبير الولايات المتحدة بحجج واهية لا أساس لها من الصحة لتتمكن من استخدام هذا الملف بما يخدم مصالحها ومصلحة “إسرائيل” ولتبرر تدخلا عسكريا أو أي عدوان ضد سورية.
وأكد صعب أن سورية ستنتصر وسيعود الشعب السوري إلى طبيعته في المستقبل القريب مشددا على أن فنزويلا تجد نفسها أمام التزام أخلاقي وسياسي وتسعى بقوة لمنع امريكا وحلفائها من جر بلاده إلى نفس ما تتعرض له سورية الحبيبة.
إلى ذلك أكد الصحفي والناشط السياسي الفرنسي تيري ميسان أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” متورطتان بشكل مباشر في الحرب ضد سورية وبشكل غير مباشر في فنزويلا مبينا أن الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” تعملان حاليا على زعزعة استقرار فنزويلا من خلال تنظيم الانقلابات وإحداث ثورة معلنة ضد الحكومة الفنزويلية بعد أن أدركت أن رحيل الرئيس هوغو تشافيز لم يحل المشكلة وتفاجأت أن الرئيس نيكولاس مادورو يتابع مسيرة الرئيس الراحل ويمشي على خطاه.

وقال الصحفي الفرنسي “توجد في فنزويلا طبقات اجتماعية عدة وهناك أشخاص يعملون داخل البلاد لمصلحة الولايات المتحدة لكن الفقراء في البلاد يعرفون أنه من دون حكومة مادورو سيبقون فقراء”.
وأضاف ميسان “سورية وفنزويلا دولتان ديمقراطيتان علما أن الولايات المتحدة ترى العكس” وقال إن “أمريكا لا تعترف بسيادة الشعب وحسب الدستور الأمريكي الرئيس لا ينتخب مباشرة من قبل الشعب بل من قبل ممثلي الحكومات المحلية.. والانتخابات التي تجري استشارية فقط بعكس الدستور في سورية وفنزويلا الذي يمكن الأشخاص من الوصول إلى المناصب عبر الانتخابات”.
بدوره أوضح الصحفي والمحلل السياسي هشام ونوس في كلمة له ان شعوب العالم الثالث والكيانات التي بنتها وصلت إلى مرحلة متقدمة من الوعي الفكري ما مكنها من صياغة دورها المستقبلي المبني على استقلال قرارها واستقلال أراضيها وسيادتها.
وذكر ونوس أنه منذ مطلع القرن الحادي والعشرين بدأت هذه الشعوب تترجم هذا الوعي لتحقيق طموحاتها ومنحها المكانة بين الأمم المتحضرة ما أزعج القوى الطامعة بخيرات هذه الشعوب وقدراتها وخاصة الدول التي رفضت الذل والخنوع كسورية وفنزويلا الدولتين اللتين حملتا هموم الشعوب وتطلعاتها.



عداد الزوار / 799756815 /