تعد جامعة دمشق الجامعة الأم في سورية والتي ترجع نشأتها الأولى إلى مستهل القرن العشرين، وهي الآن تدخل في المئوية الثانية من عمرها و لا تزال ماضية في رفع راية الفكر والعلم والمعرفة عبر الأجيال، وتحرص كل الحرص على أن تقبس من نورها وتنهل من معينها الأجيال العربية من جميع أقطار الوطن العربي وكذلك الطلبة الأجانب، وإذا كانت جامعة دمشق تقف اليوم شامخة عالية البنيان متكاملة الكليات فإنها بدأت السير في دربها الطويل بخطوات ثابتة متأنية، ثم تسارعت خطواتها لتحقق من التقدم والتوسع ما تزهو به وتفخر.
تسعى جامعة دمشق دوماً نحو الريادة في مجال العلم والتعليم لتبقى درة جامعة الشرق، وتستعيد بريقها وألقها بين جامعات العالم وتحاول التخلص من أعباء الحصار الذي عانت منه سورية خلال العقد الماضي والذي ألقى بكاهله على جميع قطاعات الحياة ومنها القطاع التعليمي والأكاديمي. تزهو جامعة دمشق بكادرها التعليمي وطلابها الذين قاوموا جميع الظروف وأبوا إلى الاستمرار في العمل والتعلم رغم جميع التحديات والصعوبات. نلاحظ هذا من خلال حفاظ سورية على سمعة خريجيها في العالم، خاصة من الكادر الطبي، إذ ترفد جامعة دمشق العالم عموماً والولايات المتحدة وأوروبا خصوصاً إلى اليوم بخبرة الخريجين والطلاب الذين اضطرت الظروف بعضهم للاغتراب ومتابعة التحصيل العلمي في الخارج. هذا إن دل على شيء، يدل على جودة التعليم في سورية، رغم نقاط الضعف ورغم ما مررنا ونمر فيه من أزمات، لكن بقي الخريج السوري مميزاً بجودة علمه وتعليمه سواء داخل الوطن أو خارجه.
تنظر جامعة دمشق إلى ضمان جودة التعليم العالي في جميع برامجها التعليمية خطوة وركيزة أساسية لاستمرار اعتمادية البرامج التعليمية كافة والنهوض بالعلم والتعليم وتحسين مخرجات عمليات التعليم واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة التي تتناسب مع الواقع والمرحلة. وتعمل جامعة دمشق اليوم على تطبيق معايير الجودة في جميع البرامج الأكاديمية والإدارية لتحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها التي ميزتها منذ أنشئت عام ١٩٠٣ كأول جامعة حكومية في المنطقة العربية.
اتقدم بجزيل الشكر لجميع الكوادر التي تعمل في أسرة جامعة دمشق في جميع مرافقها ولجميع السادة الأساتذة والطلاب والموظفين الذين قدموا ويقدمون يد العون في العملية التعليمية والأكاديمية والإدارية ويبذلون الجهود للحفاظ على مكانة جامعة دمشق ولدفعها للأمام متحدين كافة الظروف، ناظرين للمستقبل بتفاؤل وأمل لبناء غدٍ مشرق، غدٍ واعد بالأفضل للفرد والمجتمع.
والله ولي التوفيق
|
|
رئيس الجامعة
الأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبان
|