استعراض آخر المستجدات البرمجية والتقانية للجيومعلوماتية وتطبيقاتها في ورشة علمية

تركزت مناقشات الورشة العلمية الأولى للجيومعلوماتية التي ينظمها قسم الجغرافية بكلية الآداب في جامعة دمشق بالتعاون مع الجمعية الجغرافية السورية والهيئة العامة للاستشعار عن بعد الضوء على مفهوم الجيومعلوماتية وتطورها وعلى نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها في المؤسسات العامة والخاصة.
وأوضح الدكتور وائل معلا رئيس الجامعة أن الورشة تتيح الفرصة للاطلاع على آخر المستجدات البرمجية والتطبيقات الجيومعلوماتية في سورية والاستفادة من خبرة الباحثين والأكاديميين لتهيئة الكوادر العلمية لقطاعات الدولة والمجتمع للوصول إلى تقديم خدمة أفضل للمجتمع.
وأشار الدكتور معلا إلى أن قسم الجغرافية بجامعة دمشق قام منذ الثمانيات بإدخال الاستشعار عن بعد كمنهج دراسي وأدوات بحث وتأسيس أول  مختبر لنظم المعلومات الجغرافية وإدخال هذه النظم في مناهج البحث للدراسات العليا وافتتاح شعبة تخصصية في الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية خرجت نحو عشرة من حملة الدكتوراه والماجستير وأكثر من مائة وخمسين جامعياً يشكلون كادر فنيا هاماً للتدريب ويرفدون المؤسسات غير التعليمية في مجال تخصصهم.

بدوره قال الدكتور بهجت محمد رئيس الجمعية الجغرافية السورية: إن الجمعية التي تأسست منذ 55 عاماً تعمل على تكريس معرفة الوطن ومحبته وصولا إلى المواطنة الصالحة مبيناً أن نظم المعلومات الجغرافية هي

وليدة الجغرافية كمنهج والمعلوماتية كطريقة رياضية آلية للنمذجة المكانية وأن الجيومعلوماتية تضم الاستشعار عن بعد كمصدر للبيانات المكانية وكطريقة في معرفة عناصر المكان ونظم المعلومات الجغرافية التي نقلت العمليات الذهنية واليدوية إلى الحاسب وبرمجياته التي اختصرت الطريق للوصول إلى النتائج.

وبين محمد أن الورشة تركز على جانب هام يرتبط بالواقع الذي نعيشه في مرحلة تتطلب التنمية البشرية والاقتصادية السريعة والتي تستلزم معالجة مشاكل مختلفة وخاصة وأن عملية التنمية في سورية تعاني من عدم التوازن فهناك مناطق أخذت نصيبا أكبر من المناطق الأخرى في التنمية وعملية إعادة التوازن تحتاج إلى معالجة البيانات والقواعد بشكل صحيح لافتاً إلى أن الإطار الجيومعلوماتي من أنجع السبل للوصول إلى نتائج سليمة وخاصة وأن الكثير من الدراسات والبيانات التي قامت بها جهات في سورية كانت مكررة لدى جهات أخرى الأمر الذي يتطلب تنسيق الجهود القائمة واستثمار كافة الدراسات في هذا المجال لافتاً أن البنية التحتية الخاصة ببناء منظومة الجيومعلوماتية في سورية متوفرة من حيث البرمجيات والتقنيات ولكن الكادر البشري غير مستثمر في مكانه المناسب و لهذا فهناك جهود من قسم الجغرافية بجامعة دمشق والجمعية الجغرافية السورية لإعداد كادر متخصص في التعامل  مع المعطيات الاستشعارية ومع قواعد البيانات والخرائط  ونظم المعلومات الجغرافية وطموحنا أنن يساهم خريجي هذا التخصص بكل فعالية في تطوير المؤسسات المختلفة مشيراً إلى أن وجود قسم الجغرافية ضمن أقسام كلية الآداب بجامعة دمشق أمر يضعفه ولو كان في كلية أخرى أو كلية مستقلة كما هو مطروح حالياً بإحداث كلية في علوم الأرض تجمع قسمي الجغرافية والجيولوجيا سيرفع من شأن وقوة الجغرافية السورية في هذه المرحلة.

وبين الدكتور ناظم عيسى رئيس قسم الجغرافية أن الورشة تأتي في سياق التعاون المثمر بين الجغرافية والتقانات الحديثة في نظم المعلومات وبرمجياتها كحلقة مهمة في تحسين المناهج الجغرافية والنهوض بمستوى الطلاب في قسم الجغرافية لتمكينهم من الدخول في أسواق العمل التي تحتاجها المؤسسات الإنتاجية والخدمية من جهة وتطعيم التقانات والبرمجيات المعلوماتية بالأطر العلمية المنهجية ذات الأبعاد المكانية من جهة ثانية.

ورأى مدير الدراسات الزراعية والبيئية في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد  يونس إدريس ن البنية التحتية لمنظومة الجيومعلوماتية متوفرة كبرمجيات ولكن تقنياتها تستخدم في بعض الوزارات دون الأخرى و السبب  عدم  استثمار الكادر الذي يتخرج من قسم الجغرافية  مما يزيد من عبء التدريب على بعض القطاعات الخاصة والعامة  حيث تقومالهيئة العامة للاستشعار عن بعد بدورات بشكل دائم للوزارات الأخرى ولكن المتابعة وعملية تسخير هذه التقنيات في مشاريع تطبيقية هي المؤشر الحقيقي فيما إذا كانت هذه العملية تعطي نتائج أم لا  لافتاً إلى التعاون بين الهيئة و جامعة دمشق نتج عنه أطلس سورية الشمسي حيث كان هناك افتقاد إلى البيانات الشمسية التي تعتبر من أهم أقسام الجيومعلوماتية  لجهة تزويده بمعلومات يومية وشهرية عن كمية الأشعة الشمسية الساقطة على الأسطح من أجل المساعدة  في إنشاء محطات الطاقة الشمسية السخانات والمزارع الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية وكانت هناك طلب متزايد عليه وخاصة من القطاع الخاص.



عداد الزوار / 775543422 /