الزراعة الأسرية ودورها في التنمية الريفية.. بحث علمي في كلية الهندسة الزراعية

تعتبر الزراعة الأسرية الشكل المهيمن على الزراعة عالمياً في البلدان النامية والمتقدمة، وتنتج حوالي 80% من الأغذية حول العالم من حيث القيمة ، وعالمياً هناك حوالي 570 مليون مزرعة منها 500 مليون مزرعة أسرية ، بينما تشكل المزارع التي يقل حجمها عن هكتار حوالي 72% منها.

وفي هذا الإطار يجري الباحث المهندس مهند القصيري من قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق بحثاً بعنوان : "الزراعة الأسرية ودورها في التنمية الريفية "Family Farming and its Role in Rural Development حيث أوضح أن أهمية بحثه  لتقييم واقع الزراعة الأسرية في منطقة الدراسة، وتبيان أهميتها في التنمية الريفية، والتنمية الريفية المستدامة sustainable rural development.


و يهدف البحث لتحقيق الهدف الأول والثاني والخامس من أهداف التنمية المستدامة : القضاء على الفقر ، القضاء التام على الجوع ،المساواة بين الجنسين ، بالإضافة إلى أهداف أخرى غير مباشرة، كفتح باب للنقاش حول موضوع الزراعات الأسرية، وتبيان أهميتها، وتقديم المقترحات   لدعم وتعزيز الزراعات الأسرية وليكون حجر الأساس في تصميم السياسات المستقبلية لدعم هذه الزراعة.


واتبع البحث المنهج الوصفي والتحليلي من خلال تحليل التجارب والخبرات بهذا المجال حول العالم، خصوصاً التي أسفرت عنها السنة الدولية للزراعة الأسرية عام 2014 الذي تم تصنيفه باعتباره سنة الأمم المتحدة الدولية للزراعة الأسرية من أجل زيادة الوعي والفهم لتنوع مساهمة المزارع الأسرية، والتحديات التي تواجهها حيث عملت على: زيادة الوعي على المستوى العالمي بشأن الزراعة الأسرية وصغار المزارعين، وتنوع الإنتاج ونظم الاستهلاك في الزراعة الأسرية ، وتعزيز مساهمة الزراعة الأسرية في التنمية المستدامة من خلال تشجيع الحكومات لتهيئة البيئة المناسبة لذلك، وزيادة التفاعل والنقاش على المستويات المختلفة لزيادة الوعي والتفهم والدعم للمزارع الأسرية.


وعرف الباحث التنمية الريفية المستدامة sustainable rural development   بأنها عملية موجهة ومستمرة تهدف إلى ضمان استمرارية عملية التنمية، وتحقيق أهدافها حاضراً ومستقبلاً في تحقيق مستوى أفضل من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لسكان الريف عن طريق وضع استراتيجيات معينة ضمن هذا المجال .


أما المزرعة الأسريةfamily farm: فهي حيازة زراعية تديرها وتشغلها الأسرة والتي توفر العمالة الزراعية بشكل كبير، ويتراوح المزارعون الأسريون من أصحاب الحيازات الصغيرة إلى المتوسطة، وتشمل الفلاحين، والرعاة، وصيادي الأسماك.


ووضعت العديد من البلدان معايير لتحديد المزارع الأسرية لتصميم وتنفيذ السياسات التي تتناول المسائل والقيود الخاصة بهم، ومنها إدارة إنتاج المزرعة ، حجم المزرعة، ويختلف حسب النظم الزراعية ونظم الإنتاج، محل إقامة الأسرة ، نسبة دخل المزرعة من إجمالي الدخل ونسبة العمالة الزراعية من إجمالي القوى العاملة ، رسملة الأسرة وهي ما يملكها المزارع.

الزراعة الأسرية ودورها في التنمية الريفية.. بحث علمي في كلية الهندسة الزراعية
وتعرف الزراعة الأسرية family farming بأنها وسيلة لتنظيم الإنتاج الزراعي والحراجي ومصايد الأسماك والرعوي، وتربية الأحياء المائية التي تدار وتشغل بواسطة الأسرة ،وتعتمد على عمل الرجال والنساء داخل الأسرة، فالأسرة والمزرعة مرتبطتان وتتطوران معا وتجمعان وظائف اقتصادية وبيئية واجتماعية وثقافية.


ويعتبر النشاط الزراعي من أهم الأنشطة الإنتاجية في سورية، ويعمل على توفير المواد الأولية للصناعات، وتشغيل الأيدي العاملة، وتوفر سبل العيش لعدد كبير من الأسر الريفية، إضافة لتأمين الغذاء، وتحقيق الأمن الغذائي، لكن هناك بعض الصعوبات والمشكلات المتزايدة التي يعانيها هذا القطاع خصوصاً منذ عام 2011 ، منها نقص وارتفاع أسعار المبيدات، والأسمدة والمحروقات، ونقص الكهرباء، وصعوبة الوصول إلى الأراضي ومياه الري، والعديد من الصعوبات التسويقية التي تواجه المزارعين في تسويق إنتاجهم.


و في ظل هذا الواقع يؤكد الباحث على أهمية تصميم السياسات بما يخدم ويدعم القطاع الزراعي الذي يعتمد بشكل أساسي على المزارعين الأسريين للنهوض بهذا القطاع الذي يضمن الوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يمتلك المزارعون الأسريون إمكانيات فريدة تجعل منهم عوامل أساسية في عملية التنمية المستدامة إذا ما تم دعمهم بالسياسات المناسبة، فهم يساعدون على حماية وصون قاعدة الموارد الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية، وتوفير فرص عمل مستدامة


وأشار الباحث إلى إطلاق برنامج دعم الزراعات الأسرية من قبل مديرية تنمية المرأة الريفية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سورية عام 2017، وبلغ عدد المستفيدين حتى عام 2021 حوالي 58 ألف مستفيد في 1300 قرية في مختلف أراضي الجمهورية، حيث يعمل البرنامج على استهداف المزارعين الأسريين الأفقر أصحاب الحيازات الأصغر، وخاصة النساء الريفيات، ويعمل على تقديم الدعم اللوجستي لهم من شبكات ري، وبذار وأسمدة وسيتم تقييم المشروع من خلال البحث، وتبيان دوره في استدامة الموارد، وفرص العمل بالنسبة للمستهدفين.



عداد الزوار / 778836352 /