تقييم المواقف والممارسات تجاه جائحة كوفيد-19 دراسة استقصائية في كلية العلوم بجامعة دمشق

 يعد فهم سلوك الأفراد و كيفية تصرفهم أثناء انتشار الأوبئة أمر هام جداً ، كونه يساعد في صياغة استراتيجيات وقائية وعلاجية مناسبة، فمنذ تفشي فيروس كورونا 2 (SARS-CoV-2) في الصين-المسبب لمرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19) - و انتشاره على مستوى العالم، شكل مصدر قلق صحي خطير إذ تسبب في وفاة ملايين الأشخاص وأثر على حياة مئات الملايين و أصبح يعد جائحة عالمية، ومع ذلك ، تباينت الآراء والمواقف حول المرض.

 
وفي هذا السياق أجريت دراسة في قسم البيولوجيا بكلية العلوم بجامعة دمشق بعنوان "تقييم المواقف والممارسات تجاه جائحة كوفيد-19: دراسة استقصائية على مجموعة من المتعلمين السوريين ".
"Assessment of attitudes and practices towards COVID 19 pandemic: a survey on a cohort of educated Syrian population "  بهدف الاستطلاع عن تجربة المشاركين الشخصية ومواقفهم وممارساتهم تجاه جائحة كورونا وعن آراءهم في اللقاح، حيث أجرى بعد مرور عدة موجات من الوباء، وتوفر أنواع مختلفة من اللقاحات وهذا ما أكسبه ميزة خاصة، إضافة لفائدته في تحديد تصورات ومستوى قبول اللقاحات.

وشارك في الدراسة 408 متطوعاً، غالبيتهم من الإناث (72.6٪) و ممن تراوحت أعمارهم بين 20-29 سنة (39.2٪) و من خريجي الجامعات (59.3٪)، وأفاد معظم المشاركين (89.7٪) بأنهم أصيبوا بالعدوى مرة واحدة على الأقل.

وبينت الدراسة أن ما يقرب نصف المشاركين وممن تزيد أعمارهم عن 40 عاماً تلقوا اللقاح، ومع ذلك اختلفت آراءهم بشأن فعالية اللقاحات وسلامتها، إذ تبين أن نسبة صغيرة فقط من المشاركين (17.4٪) يعتقدون أن اللقاحات جميعها فعالة وآمنة.

ومما خلصت إليه الدراسة أن ما يقرب من نصف المستجيبين (44.9٪) أن حياتهم تأثرت بالوباء، وأكثر من الثلث كانوا قلقين بشأنه (38٪) وارتبط هذا الأمر بصورة ملحوظة لصالح الإناث، كما اتخذ معظم المشاركين تدبيرا احترازيا واحدا على الأقل للحد من العدوى.

وخلصت الدراسة إلى أن مستوى التعليم لم يهيمن بشكل كبير على مواقف المشاركين أو ممارساتهم تجاه جائحة COVID-19، وكانت المشاركات الإناث أكثر حذراً واهتماماً والتزاماً باتخاذ تدابير احترازية بغض النظر عن مستواهن التعليمي، ومع ذلك، فإن عدم رغبتهم في تلقي اللقاح يثير مخاوف كبيرة ، واستنتجت الدراسة بأنه ينبغي بذل الجهود للتأكيد على أهمية تلقي اللقاح ضد الفيروس ومأمونية اللقاحات وفعاليتها وتشجيع التطعيم بين الأفراد.