هوية الجولان السوري المحتل من خلال تراثه الثقافي" ندوة ثقافية بكلية السياحة في جامعة دمشق

نظمت كلية السياحة في جامعة دمشق وفرع الجامعة الاتحاد الوطني لطلبة  سورية  وبالتعاون مع مؤسسة أرض الشام ندوة ثقافية بعنوان " هوية الجولان السوري المحتل من خلال تراثه الثقافي" بمشاركة عدد من الباحثين من الكلية ومن خارجها عبر تقنيية الزوم ركزت على ثلاثة محاور هي التراث الثقافي في فلسطين ومخاطر التهويد ، الانتهاكات الاسرائيلية لآثار الجولان ومحاولات تشويه الإرث الحضاري ، الرواية التوراتية وأزمة الهوية الاسرائيلية.

 

وبيّن نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور محمد فراس الحناوي أهمية الندوة من حيث الموضوع الذي تتناوله في التأكيد على سورية الجولان وعروبته في الوقت الذي نواجه فيه أكبر حملة عالمية من قبل الاستعمار الصهيوني الذي يحاول تهويد المناطق العربية ومنها الجولان واستمرار احتلاله لأرض الجولان لما تمتلكه من قيمة اقتصادية وتاريخية كبيرة.

 

وبدوره أوضح عميد كلية السياحة الدكتور عصام حيدر أن الندوة تأتي ضمن سلسلة من النشاطات العلمية التي تقوم بها الكلية خلال العام الدراسي ، ولها أهمية كبيرة كونها تركز على التراث الثقافي وأهميته في صياغة الهوية الجولانية من حيث الجغرافيا والحضارة والتاريخ والعروبة مشيرا إلى أن هوية الجولان هي عنصر أساسي من عناصر الهوية السورية المتكاملة .

 

ومن جانبه أشار رئيس مجلس أمناء مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا إلى أهمية المحاضرات المطروحة في الندوة باعتبار أن الجولان هو أرض محتلة من قبل العدو الصهيوني الذي يستمر في احتلاله وفي تشويه الحقائق التاريخية والأثرية للمنطقة، وأن محاور الندوة ركزت على ما يقوم به الصهاينة من خلق حالة تاريخية وثقافية تدعم روايته التوراتية المزورة، لتشويه الحقائق وتغيير ملامح المنطقة، لافتاً أن الفعالية جاءت بالتزامن مع الانتصارات التي يسطرها الشعب الفلسطيني في غزة ضمن ملحمة طوفان الأقصى الذين أثبتوا للعالم أن الكيان إلى الزوال وأنه من السهل التغلب عليه

 

وقدم الدكتور عبد الرحمن مغربي من جامعة القدس المفتوحة في فلسطين عرضاً عبر تقنية الزوم حول التراث الثقافي في فلسطين ومخاطر التهويد، مشيراً إلى أهمية مثل هذه الفعاليات لدحض عمليات التزوير وتشويه الحقائق التي تقوم بها سلطات الاحتلال وتدميره الكثير من المواقع الأثرية والسياحية والإسلامية لكي يثبت أنه متجذر في هذه المنطقة ولكن الشواهد كثيرة وتدحض ذلك.

 

و ركزت أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة دمشق الدكتورة كاميليا أبو جبل في محاضرتها على الانتهاكات الإسرائيلية تجاه آثار الجولان ومحاولة تشويه الإرث الحضاري العربي فيه مشيرة إلى أنه من المعروف أنه منذ احتلال الجولان عام 1967 لجأت سلطات الاحتلال مباشرة وبمساعدة الجيش الإسرائيلي إلى عمليات التنقيب الأثري في الجولان المحتل حيث قامت بتهجير السكان مهجرة 138 ألف نسمة من قراهم، ووضعت إسرائيل اليد عليها وقامت بتهديمها ومحاولة تغيير ملامح المنطقة بأكملها. ومن ثم بدأت بموضوع دراسة أكثر من 200 موقع أثري من قبل البعثات الإسرائيلية، بهدف تشويه الإرث الحضاري وتشويه تاريخ المنطقة ومحاولة ربط تاريخ هذه المنطقة بمقولات وأساطير توراتية تذكر لهم أن هذه المنطقة كانت في القديم لهم ومرتبطة بتاريخهم القديم

 

وتحدث الدكتور حسام غازي من جامعة دمشق عن الرواية التوراتية وأزمة الهوية الإسرائيلية، وبخاصة أن هناك توظيفاً سياسياً كبيراً لهذه الرواية لتبرير وجود الكيان الصهيوني في أرض فلسطين وأرض الجولان السوري، وكانت البداية في عام 1781، ليتابع بعدها الكثير من العلماء المشبعين بالفكر التوراتي هذه الروايات لتكريسها ومحاولة ربطها بالجغرافيا الفلسطينية والسورية، فكان الجولان من الأماكن المستهدفة بكثرة من قبل الباحثين عن تاريخ لإسرائيل ولكن هذه الجهود تصدى لها الكثير من علماء الآثار الموضوعيين في العالم الذين أثبتوا أنه لا يوجد أي مصداقية لتلك الرواية.

 

وفي نهاية الندوة الثقافية أجاب المحاضرون على أسئلة واستفسارات الحضور في نقاش مفتوح معهم.



عداد الزوار / 776265801 /