شعبة الجراحة في مشفى الأطفال الجامعي ...خدمات علاجية وتعليمية

يعد مشفى الأطفال الجامعي بدمشق مشفى مركزي تحول إليه العمليات الصعبة والمعقدة والمختلطة من كل الجغرافية السورية، وذلك بحسب ما أفاد به رئيس شعبة الجراحة في المشفى الأستاذ الدكتور حسام دالاتي، لافتاً إلى أن الشعبة متميزة بالعمليات التي تجريها كماً ونوعاً، وبأبحاثها وكادرها الطبي.

 

وتتألف الشعبة من ٧ غرف عمليات، و48 سريراً، وغرفة عناية مشددة مجهزة بخمسة أسرة وحضّانة جراحية، وكادر طبي مؤلف من 10 أطباء جراحين في اختصاص العظمية والعصبية والأطفال، مع طلاب دارسات عليا، وتجري الشعبة يومياً حوالي ٢٠ عملية بكافة الاختصاصات، وسنوياً نحو ٣٥٠٠ عملية إضافة للعمليات الاسعافية.

 

وبين أ.د. دالاتي أن الشعبة تجري عمليات الأطفال كتشوهات الوجه والعنق وعمليات جراحة الصدر والبطن والجراحة البولية بكل أطيفها، إضافة لجراحة الأطفال والجراحات العظمية كإصلاح التشوهات العظمية المعقدة والتي لا تجرى بأماكن أخرى، والجراحات العصبية كإصلاح القيلات السحائية وأورام الدماغ عند الأطفال، إضافة لعمليات جراحة حديثي الولادة مثل إصلاح رتق مري، والفتوق الحجابية، والخلقية، وانسداد الأمعاء.

 

ونوه د. دالاتي بالعمليات النوعية التي تجريها الشعبة مثل استبدال المري حيث أجرت الشعبة ١٥ حالة خلال السنوات الماضية، أربعة منها في العام الماضي، موضحاً أن هذا النوع من العمليات ينقسم إلى استطبابين: إما تضيق مري بالكاويات مكتسب نتيجة شرب مادة كاوية غالباً مؤدياً إلى تضيق على مسافة متنوعة قصيرة او طويلة، وبهذه الحالة يكون العلاج المبدئي بتوسيع للمري كمحاولة لتجنب عملية الاستبدال وفي حالة فشل علاج التضيق يتم اللجوء إلى زرع مري وذلك بأخذ جزء من المعدة أو القولون ووضعه بالصدر مكان المري، أما الاستطباب الثاني قد يكون حالة تشوه خلقي "انسداد المري" وفي حال كانت مسافة الانسداد طويلة حيث لا يمكن إجراء مفاغرة بدئية أو وصلة لقطعتي المري وهنا يتم اللجوء إلى التفميم للمعدة مع فتحة عليا بالبلعوم لخروج اللعاب إلى حين تجاوز الطفل لعمر السنة حيث يصبح قادراً على تحمل العمل الجراحي " الاستبدال"  مبيناً أن هذه العمليات تستغرق حوالي ٧ ساعات وهي ناجحة بالمجمل رغم وجود بعض الاختلاطات التي يتم تدبيرها.

ومن العمليات النوعية أيضاً انسداد الطرق الصفراوية وإجراء المفاغرات المعوية مع الكبد .."عملية كاسال  وتعتبر هذه العمليات نوعية جداً، _بحسب رأي رئيس الشعبة _ ونتائج الجراحة ممتازة مع الإشارة إلى أن نتائجها البعيدة  تعتمد على مدى وجود تشمع كبد عند الطفل أولاً، والاختلاطات الناجمة عن ذلك ثانياً، مضيفاً: وهناك أيضاً عمليات توسيع المثانة والتي تجرى في الشعبة مرتين أسبوعياً، ومنها حالة صعبة كتشوه بالمثانة أو انقلاب المثانة الخلقي ويتم اصلاحها عند حديثي الولادة أو بعمر السنة، أما بعمر الخمس سنوات فهي تترافق مع سلس بولي دائم وهذه الحالات يتم فيها إجراء تصنيع لعنق المثانة وتكبيرها بعروة معوية ونسبة النجاح فيها تتراوح بين 60-70 % وهي نسبة مقبولة عالمياً.

 

وأشار دالاتي أن الشعبة تقدم خدمات تدريبية وبحثية لطلاب الدراسات العليا، وبلغ عدد الأبحاث المنجزة هذا العام عشرة أبحاث باختصاص جراحة الأطفال ومعظمها حالات نوعية ونادرة، إضافة لأبحاث طلاب الدكتوراه (٣ طلاب في الشعبة) يقومون بإجراء أبحاثهم بتطبيق طرق معينة جديدة على بعض الحالات المرضية الجراحية.

 

يشار إلى أن مشفى الأطفال الجامعي يقدم العناية الطبية العلاجية والوقائية للأطفال في سورية، والخدمات التدريسية والتدريبية لطلاب كلية الطب بجامعة دمشق وطلاب كليات الطب الأخرى في اختصاص طب الأطفال ولطلاب وطالبات مدرسة التمريض والمعاهد المتوسطة الطبية المتعلقة بنفس الاختصاص.



عداد الزوار / 776266043 /