جودة رعاية مريضات أورام الثدي الخبيثة في سورية ...دراسة علمية في مشفى البيروني الجامعي

يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات المسببة لوفيات النساء في العالم، وتعتبر معدلات الإصابة به في دول غرب آسيا منخفضة مقارنة ببقية دول العالم، لكن معدل الوفيات في تلك الدول، ومن ضمنها سورية، أعلى مما هو عليه في بقية البلدان كأستراليا، أمريكا الشمالية، وأوروبا، ويعد الكشف المتأخر عن المرض أحد أهم العوامل المسؤولة عن معدلات الوفيات المرتفعة، حيث تعتبر مرحلة المرض عند التشخيص هي العامل الأهم في تحديد إنذار المرض.

 

ونظراً لأهمية الكشف المبكر عن هذا النوع من الأورام الخبيثة ودوره في تقليل معدل المراضة والوفيات، أجرى فريق بحثي من كلية الطب البشري بجامعة دمشق دراسة علمية بعنوان "جودة رعاية مريضات سرطان الثدي في سورية; الكشف المبكر، تشخيص ومرحلة الورم" ركزت على مشكلة تأخر تشخيص هذا المرض ومعدل الوفيات المرتفعة عند المصابات به في سورية.

 

وسلطت الدراسة العلمية الضوء على هذه المشكلة الهامة بهدف بناء قاعدة معلومات أولية يتم الاعتماد عليها مستقبلاً من قبل الجهات الصحية المعنية لزيادة مستوى الرعاية الصحية لمريضات سرطان الثدي، وتكثيف حملات الكشف المبكر عن السرطان في كافة أنحاء البلاد.

 

اعتمدت طريقة الدراسة على مراجعة الباحثين لأضابير المريضات في مشفى البيروني الجامعي ما بين شهر كانون الثاني لعام 2019 وشهر أيار لعام 2022 والبالغة حوالي 4500 إضبارة وتم استبعاد حالات السرطانات المنتقلة إلى الثدي وحالات سرطان الثدي التي تلقت علاجاً كيماوياً ما قبل التشخيص والجراحة ليصبح بذلك عدد الحالات المدروسة 2367 حالة.

 

وتوصلت الدراسة العلمية إلى عدة نتائج أهمها: قلة نسبة مريضات سرطان الثدي اللواتي تم تشخيص مرضهن بواسطة صورة الثدي الشعاعية (الماموغرام) خلال حملات الكشف المبكر حيث كانت النسبة 5% فقط من كامل العينة، وأظهرت الدراسة أن 73% من مريضات سرطان الثدي في سورية يتم تشخيص مرضهن بمرحلة متقدمة من المرض، و19% منهن يتم تشخيص مرضهن بمرحلة النقائل الجهازية المتأخرة جداً.

 

وأشارت النتائج أيضاً إلى الاستعمال الجائر للجراحة في تشخيص سرطان الثدي بنسبة 64.8% وقلة الاعتماد على الخزعات الموجهة في التشخيص بنسبة 32.4% فقط.

 

وتؤكد الدراسة عبر نتائجها السابقة على ضرورة تحسين واقع مرضى الأورام عموماً ومرضى سرطان الثدي خصوصاً، والذي يعتبر الأول والأخطر عالمياً ومحلياً، كما تشكل الدراسة خطوة هامة تدفع بحملات الكشف المبكر نحو الأمام.



عداد الزوار / 776282917 /