ساركوما ليفية أم عضلية مخططة؟ دراسة سريرية في مشفى الأطفال الجامعي

 تعد الساركوما الليفية الخلقية عند الأطفال نوعاً نادراً ومشتبهاً بشكله ومظهره من خباثات الأنسجة الرخوة؛ إذ يشكل تحدياً كبيراً في تمييزه عن نمط مشابه أخر من خباثات الأنسجة الرخوة وهو ساركوما العضلات المخططة.ولتسليط الضوء على أهمية المقاربة السريرية والاستقصائية الفعالة في التعامل مع هذا الورم الخبيث المعقد - بدءاً من تأكيد التشخيص الأولي وحتى التدخل الجراحي – أجرى فريق بحثي من مشفى الأطفال الجامعي حالة سريرية بعنوان "ساركوما ليفية أم ساركوما عضلية مخططة؟ - حالة آفة كبيرة متقرحة ومتنخرة في الساعد عند حديث ولادة".



تناولت هذه الدراسة الحالة المعقدة للورم المعروض، من حيث التركيز على التشخيص والتداخلات والآثار المترتبة على تدبيره، مع معدل انتشار يقدر ب 0.3 في كل مئة ألف نسمة تقريباً ( نادر جداً)، إذ يمثل أقل من واحد بالمئة من ساركومات الأنسجة الرخوة.



وتناولت الحالة السريرية مريض يبلغ من العمر سبعة أيام، وُلِدَ بآفة كبيرة متنخرة ومتقرحة على ساعده الأيسر، وأظهر التشخيص في البداية بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي وجود آفة كتلة رخوة بمكونات كيسية البنية، وُضِعَ التشخيص بإجراء الخذعة بالإبرة الدقيقة وكان التوجه الأولي إلى ساركوما عضلية، لكن بعد إجراء التلوين المناعي ثبت خطأ الاعتقاد السابق وثبت التشخيص بإيجابية الفيمينتين vimentin+.



تم التخطيط للعمل الجراحي ببتر اليد عبر العضد أصولاً، تلا ذلك معالجة كيماوية رادفة للقضاء على البقايا الورمية،  وتمت متابعة المريض مع عدة اختصاصين معالجة ورمية لوضع خطة للعلاج المتمم مع التركيز على كل الاعتبارات الورمية.



كشفت الحالة السريرية عن التعقيدات المرتبطة بهذا النوع من السرطانات، إذا يعتبر تحديد نوع الورم تحدياً على خبراء التشريح المرضي بغياب التلوين المناعي، كما تؤكد على الطبيعة المتشابهة لساركومات الأنسحة الرخوة ما ينتج عنه الوقوع بأخطاء تشخيصية في المراحل الأولية من المقاربة الاستقصائية.

 


تبرز هذه الحالة السريرية الدور الأساسي لنهج مقاربة شاملة للاختبارات النسيجية منذ البداية، وتحث على الحاجة إلى مساعي بحثية مستمرة لزيادة فهم وتعزيز منهجيات العلاج لهذا الورم الخبيث النادر والمعقد عند الأطفال.



عداد الزوار / 776346440 /