دراسة علمية في مشفى المواساة الجامعي.. تسلّط الضوء على الوعي بالتبرع بالقرنية والعوامل المرتبطة به في سورية

تشكل كثافات القرنية المسبب الرابع للعمى، وتتطلب هذه الكثافات عملية "زرع قرنية" والتي تعتبر من أكثر عمليات زرع الأعضاء نجاحاً، لكن ما يزال نقص القرنيات اللازمة للزرع مشكلة قائمة حيث يعتمد نجاح حملات التبرع بالقرنية على وعي وموقف السكان تجاه التبرع.

وبناء على ذلك جاءت فكرة الدراسة العلمية التي أجراها فريق بحثي من مشفى المواساة الجامعي بعنوان "تمهيد الطريق لاستعادة الرؤية: تحليل المواقف والعوامل المرتبطة بالتبرع بالقرنية في سورية"، بهدف تقييم وعي السوريين وموقفهم تجاه التبرع و التشجيع على تطوير حملات تبرع فعّالة، لتوفير القرنيات المطلوبة للزرع.

اعتمدت هذه الدراسة المقطعية العرضية على إجراء المقابلات الشفهية مع المشاركين ضمن المشفى، حيث قابل الفريق البحثي 637 شخصاً من المرضى ومرافقيهم بشكلٍ عشوائي، وشمل الاستبيان: المستخدم المعلومات الديموغرافية - تقييم الوعي والموقف تجاه التبرع بالقرنية - العوامل المرتبطة بالموافقة والرفض.

أظهرت الدراسة أن نسبة الوعي تجاه التبرع بالقرنية 45.7% ، وهي أقل من نتائجٍ لدراساتٍ في دولٍ أخرى، أما نسبة الموافقة على التبرع بالقرنية فهي 68.3% ،وهي مشابهة لنتائج دراسات أجريت في دول أخرى، وارتبط المستوى التعليمي بنسبة وعي أعلى، ولم يرتبط مع نسبة الموافقة، ويعود ذلك لتأثير كل من المعتقدات الدينية وثقافة المجتمع.
  

وبينت نتائج الدراسة أن النساء أكثر قبولاً للتبرع مقارنةً مع الذكور، ويعود ذلك لمستوى التعاطف الأعلى لديهن، كما تبين أن الدافع الأهم للموافقة على التبرع هو الرغبة في مساعدة الأخرين، أما الرادع الأهم بالنسبة للذكور والإناث فهو المعتقدات الدينية، كما شكل نقص المعلومات حول التبرع بالقرنية، عائقاً آخر "لوحظ أكثر بين النساء".


كما ارتفعت عند المشاركين نسبة تشجيع الغير على التبرع بالقرنية لتصل 79.9% ، بالإضافة لارتفاع نسبة قبول زرع قرنية من متبرع في حال عانى الشخص من عمى قرني مستقبلاً 82.8%. وكلا النتيجتين تشيران لكون المشاركين ليسوا ضد مبدأ التبرع بحد ذاته، وإنما قد يرتبط رفضهم بعوامل شخصية، و ارتفعت أيضاً نسبة الموافقة من 68.3% إلى 71.7% عندما طُلِب من المشاركين التفكير في التبرع في دولة متقدمة مما يشير إلى إمكانية زيادة معدلات الموافقة مع إجراء بعض التدخلات الهادفة، وتعتبر هذه الدراسة المحاولة الأولى لتقييم مواقف السوريين نحو التبرع في حال كانوا في دولة متقدمة.


واستنتجت الدراسة أن قلة عدد المتبرعين بالقرنية في سورية يعود لعدم وجود نظام تبرع بالرغم من المواقف الايجابية سابقة الذكر. علماً أنه توجد أنظمة تبرع مطبقة في الدول الأخرى مثل نظام Opt-in و opt-out.


وأشارت الدراسة إلى بعض الإجراءات التي تساهم برفع نسبة الوعي والموافقة على التبرع ومنها إشراك الخطاب الديني في العملية التوعوية، ونشر ثقافة التبرع في المناهج التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم حوافز معنوية لعائلة المتبرع.

 



عداد الزوار / 775625445 /