مصادر معلومات المواطن السوري بالشأن العام ...ندوة حوارية في كلية الاعلام

نظمت كلية الاعلام في جامعة دمشق ندوة حوارية بعنوان "مصادر معلومات المواطن السوري بالشأن العام" بمشاركة أساتذة من الكلية ومختصين بهذا المجال عرضوا خلالها أوراقاً بحثية تمحورت حول تعدد مصادر المعلومات وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على هذه المصادر، والإيجابيات والسلبيات المترتبة على ذلك.

 

 

وأوضح نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور محمد فراس الحناوي أن الورشة تأتي ضمن استراتيجية الجامعة وسعيها الدائم للتفاعل مع قضايا المجتمع المتنوعة، مؤكداً أهمية موضوع الندوة الذي يتناول مصادر معلومات المواطن السوري حول قضايا المجتمع والشأن العام في ظل عصر التكنولوجيا وسيطرة وسائل الاعلام الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي واثارها الإيجابية والسلبية على المواطن من خلال الأوراق البحثية التي تقدم بها المشاركين في الندوة والنتائج والمقترحات التي خرجت بها.

 

وأكدت عميدة الكلية الأستاذة الدكتورة بارعة شقير على أهمية موضوع الندوة للتعرف على مصادر المعلومات، وكيف يمكن أن يشكل المواطن اتجاهه في ظل تراجع وسائل الاعلام التقليدية على حساب مواقع التواصل الاجتماعي، لما تمتلكه من ميزات كالأنية والسرعة في الحصول على المعلومات، لافتة لوجود رسائل ماجستير ودكتوراه في الكلية تتناول دور التلفزيون والإذاعة ومواقع التواصل كمصدر أساسي للمعلومات.

 

من جانبه أشار مدير الندوة الأستاذ الدكتور عربي المصري إلى كثرة مصادر المعلومات في عصر الانفجار المعلوماتي، وبالنسبة للمعلومات التي تخص الشأن العام فلا يجب أن يكون اعتماد الناس على "السوشال ميديا" كما هو العادة، لأن ظروف تعرض المواطن السوري غير طبيعية في ظل غياب الإعلام الورقي، ومصادر معلومات مجحفة وقليلة، وهذا ما جعل الناس يلجؤون إلى المصادر البديلة والتي قد تأخذهم باتجاه خارج اطار الواقع (تضليل وكذب بالمعلومات)، مؤكداً على أهمية نشر ثقافة تعامل الناس مع المصادر الرسمية.

وبين د. المصري أن الندوة موجهة للطلاب ولخدمة المواطن السوري فيما يتعلق بمصادر معلوماته، والمقترحات التي تعزز الثقة بين الاعلام السوري ومصادر المعلومات الرسمية والجمهور المحلي.

 

 

من جهته رئيس قسم الاعلام الالكتروني في الكلية الأستاذ الدكتور أحمد الشعراوي أوضح أن ورقته البحثية تتحدث عن الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات، وميزات الانترنت التي جعلته مسيطراً على ساحة الاتصالات كمصدر مهم من مصادر المعلومات، فهو يقدم كم هائل من المعلومات وعلى مدار 24 ساعة ما جعله الوسيلة الأفضل والأسهل والأسرع لدى الجمهور للوصول إلى المعلومة في الوقت الذي يريده، مع الإشارة إلى سلبيات الانترنت، حيث تعتبر المصداقية أهم مشاكله، فتلك المعلومات الغزيرة تتضمن أحياناً معلومات مضللة وغير مفيدة، ومنها مدمرة كالألعاب والتطبيقات الموجهة خاصة للأطفال، وهذا ما يتطلب وجود وعي للمعلومات التي يتلقاها الجمهور وكيفية التمييز بين السيء والمفيد منها.

وأكد د.الشعراوي على دور قادة الرأي والإعلام بتعزيز التوعية بشكل كبير لدى الجمهور نحو الجوانب الإيجابية للإنترنت للتأكيد عليها، وتلافي النواحي السلبية التي يمكن أن تضر المجتمع والأسرة بشكل عام.

 

وتركزت مداخلة رئيس قسم الصحافة والنشر الدكتورة فلك صبيرة حول "مصادر معلومات الجمهور السوري بالاعتماد على الصحف اليومية السورية"، ودور الصحافة المطبوعة في تغطية قضايا الشأن العام، ومزايا الصحافة الورقية ومقارنتها بالصحافة الالكترونية من حيث عمق التغطية والاعتمادية والموثوقية بالإضافة الى التحليل والتعمق وتوجيه الرأي العام وتأثيرها بسلوكيات الجمهور، كما استعرضت نتائج استبيان رأي الكتروني على عينة من الجمهور السوري اعتمد على الصحف اليومية السورية في استقاء معلوماته عن زلزال 2023 ، وطرحت د. صبيرة مجموعة من الاقتراحات ومنها إعادة تفعيل دور الصحافة اليومية السورية وإعادة اصدار النسخة الورقية من الصحف الرسمية السورية، واللجوء إلى التغطيات المعمقة، إضافة لتفعيل صحافة البيانات والصحافة الاستقصائية والعمل بشكل متوازن بين الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية التابعة لها.

 

 

وتناولت رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون الدكتورة لين عيسى في ورقتها البحثية وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر معلومات رئيسي للمواطن السوري وتأثيرها على الاعلام التقليدي، وضرورة مواكبة وسائل الاعلام التقليدية للتطورات التكنولوجية، حيث سعت معظم المحطات الإعلامية والتلفزيونية والصحف لإنتاج مواقع الكترونية خاصة بها بهدف الوصول للجمهور بشكل واسع ، كما عرضت دراسة استطلاعية ترتبط بالتضليل الإعلامي كتحدي كبير لوسائل الاعلام الرقمية، واستعرضت أهم تحديات الإعلام الرقمي والضغوط الاقتصادية التي تواجه الاعلام التقليدي، إضافة للتأكيد على أهمية التربية الإعلامية في ظل التضليل الإعلامي، والبحث في كيفية الاستفادة من التكنولوجيا وتنظيم الفضاء الإعلامي الإلكتروني العشوائي، وكيف يمكن للإعلام التقليدي الاستفادة من الاعلام الرقمي والمساعدة في ضبطه.

 

 

ومن وكالة سانا تحدثت أمين التحرير ايناس سفان عن تعدد مصادر المعلومات ووسائل الاعلام وانعكاس ذلك على المواطن الذي أصبح أمامه خيارات كثيرة تدفعه لتتبع الخبر من الوسيلة التي تقدم له المعلومة الصحيحة الدقيقة والواسعة مع تفاصيل وبيانات أكثر، وأشارت إلى ان صفحات الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني في الوقت الحالي موجودة بقوة حيث أصبحت مصدر معلومات للمواطن وللصحفيين أنفسهم ولكنها بحاجة للتدقيق، فكلما كانت مصادر الوسيلة الإعلامية دقيقة ستقدم مادة إعلامية تجذب المتلقي.



عداد الزوار / 775634064 /