مُكملات الـCa وفيتامين D ودورهما كعلاج مُساعد للميتفورمين فِي تدبير الاضطرابات الهرمونية لمُتَلازِمَة المَبِيض المُتَعَدِّد الكِيسات

 

جذبت المُكملاتُ الغِذائيَّةُ فِي الآونةِ الأَخيرة اهتمامَ الباحثين كعلاجاتٍ مساعدةٍ لتدبيرِ الاضطرابات الهُرمُونيَّة والاستقلابيَّة ومِن ضمنها مُتلازِمَة المَبِيض المُتعدِّد الكِيسات والتي تُعَدُّ الاضطِرَاب الصَّمّاويَّ الأَكثرَ شيوعاً لدَى النّساءِ فِي سِن الإِنجابِ حيث تُمثّل علاماتُ فَرْط الأَنْدروجينيَّة، سوءُ الإِباضة الوَظيفيّ، ومظهرُ المَبِيض المُتعدّد الكيسات السّمات الرَّئيسيَّة للمُتلازِمَة، وتترافق أيضاً مَع العديد مِن الاضطرابات كمُقاوَمة الأَنْسُولين، وسوء تنظيم محور IGF-1، البدانة الحَشويَّة، شذوذ شحميَّات الدَّم والالتهاب المُزمِن المُنخَفض الدّرَجَة.



وتظهر الدّرَاسَات الحديثة ارتباطاً بين تناقص السَّويات المَصليَّة لـ 25- هيدروكسي - فيتَامِين D مَع تطوّر العديد مِن تظاهرات المُتلازِمَة مثل مُقاومة الأَنْسُولين، فَرْط الأَنْدروجينيَّة والعقم، بالإِضافة للدور المهمّ الّذي يلعبُه الكالسيوم فِي تنظيم تطوّر الجُرَيبات، حدوث الإِباضة وإِفراز الأَنْسُولين.



وحول هذا الموضوع أجرى فريق بحثي من جامعة دمشق دَّراسةُ سَّريريَّة استباقيَّة، بهدف تقييمِ أثر مُكملاتِ الكالسيوم وفِيتَامِين D كعلاجٍ مُساعدٍ للميتفورمين في تدبير اضطرابات الدّورة الحيضيّة، مرتسم الهرمونات، ومحور عامل النمو الشبيه بالأنسولين Insulin like Growth Factor-1 (IGF-1)  لدَى مَريضَاتِ مُتَلازِمَة المَبِيض المُتَعَدِّد الكِيسات النَّاقصات/ المعوِزات لفِيتَامِين( D (25- هيدروكسي فِيتَامِين D فِي المَصل < 30 نانوغرام/مل،



وشملت الدراسة 34 مريضة من مريضات المُتلازِمَة النَّاقصات/ المعوِزات لفِيتَامِين D وتم توزيعهن عَشوائيَّاً عَلى مَجموعَتين: تَلقت إِحداهما ميتفورمين (1500 ملغ/ يومياً) مع كالسيوم (1000 ملغ/ يومياً) وفِيتَامِين D3 (6000 وحدة/ يومياً)، بينما تَلقت الأُخرى ميتفورمين (1500 ملغ/ يومياً) مع غُفُل، وقُدِّمَت هَذهِ العلاجات فَمويَّاً لمدةِ 8 أَسابيعٍ.


وقُيِّمَت المُستويات المَصليَّة الصّياميَّة لكل من الهُرمُونات المُوجِّهَة للأَقناد [الهرمون الملوتن  (LH)، والهرمون المنبه للجريب  (FSH)]، عامل النّمو الشّبيه بالأنسولين  (IGF-1)، والبروتين الرّابط لعامل النّموّ الشّبيه بالأنسولين (IGFBP-1) عند البدء خلال الطور الجُريبيّ المُبكِّر من دورة حيضيّة عفويّة أو مُحرَّضة وبعد 8 أَسابيعٍ مِن المُداخلةِ العلاجيَّة (باستثناء مستويات الهُرمُونات المُوجِّهَة للأَقناد؛ إذ قيمت مستوياتها النّهائيّة خلال الطور الجُريبيّ المُبكِّر من دورة حيضيَّة عفويّة)، وحُسِبَت نسبة LH إلى FSH، ونسبة IGF-1 إلى IGFBP-1 المُستحصَلة، كما تمَّت مُناطرة الدّورة الحَيضيَّة خِلالَ مدة المُعالجة.

 


وبينت نتائج الدراسة أن التّراكيز المَصليَّة للكالسيوم و25- هيدروكسي - فيتَامِين D تزايدت بشكلٍ مُعتدٍ به إِحصائيَّاً فِي مَجموعة ميتفورمين - مُكملات الكالسيوم وفيتَامِين D؛ إِذْ بلغت متوسطات التّغيرات (± الانحراف المعياري) فِي التّراكيز المَصليَّة للكالسيوم (+0.83 ± 0.82) أَما فِي التّراكيز المَصليَّة لـ 25- هيدروكسي - فيتَامِين D (+19.38 ± 7.78)، في حين لم تُلاحِظ أَيّة تغيراتٍ يُعتد بها إِحصائيَّاً فِي مَجموعة الضبط.

 


 وتظهر النتائج أن الدّورةُ الحَيضيَّةُ تحسنت بشكلٍ ملحوظٍ لدَى 58.8% من المريضات غير منتظمات الدّورة الحَيضيَّة البدئيَّة فِي مَجموعة ميتفورمين - مُكملات الكالسيوم وفيتَامِين D مُقابل 38.5% فِي مَجموعة ميتفورمين - غُفْل، وكانت النَّتائج مُعتداً بها إِحصائيَّاً فقط فِي المَجموعة المُدَعَّمَة بالمُكملات الغِذائيَّة، بينما لَم تُلاحَظ أَيّة فروقات يُعتدُ بِها إِحصائيَّاً فِي متوسطات التَّغيرات ما بين المَجمُوعَتين على مستوى بقية العوامل المَدروسَة.



وخلصت الدراسة إلى ان إِضافة مُكملات الكالسيوم وفِيتَامِين D إِلى الميتفورمين حسنت مِن اضطرابات الدّورة الحّيضيَّة لدَى مَريضَات مُتَلازِمَة المَبيضِ المُتَعَدِّدِ الكيسات الناقِصَات أَو المعوِزات لفِيتَامِين D، ولكن لا ينجم هذا الأثر من التَّأثيرِ في مُتغيرات محور IGF-1 المَدروسَة، أو التَّراكيز المَصليَّة للهُرمُونات المُوجِّهَة للأَقناد.

 



عداد الزوار / 775636145 /