دراسة وتحليل أثر إضافة التوليد الموزَّع الريحي على نظام الحمايات في شبكات التوزيع الكهربائية

 

المؤلفون / Authors

الملخص / Abstract

الكلمات المفتاحية
/ Keywords

أقسام الملف

1-مقدمة
2-التأثيرات الفنية للتوليد الموزع على نظام حمايات شبكة التوزيع المضيفة
3-حماية شبكات التوزيع الشعاعية
4-الخوارزمية المقترحة لفقدان تنسيق الحمايات بعد إضافة التوليد الموزع
5-أنماط ربط وحدات التوليد الموزع الريحية مع نظام التوزيع
6-تحليل ونمذجة شبكة كهربائية مرجعية شعاعية
7-النتائج
دراسة وتحليل أثر إضافة التوليد الموزَّع الريحي على نظام الحمايات في شبكات التوزيع الكهربائية
Studying and analyzing the influence of integration of Wind distributed generation on the protection system in the electrical distribution networks
الناشر : جامعة دمشق
 
 
م. رغد طبَّاع، د.م. فؤاد صالحة، أ.د. مصطفى الحزوري
Eng. Raghad Tabbaa, Dr.Eng. Fouad Salha, Prof. Mostafa AL-Hazoury
 
   
 

الملخص


برز في السنوات الأخيرة تطور اتسم بتوصيل وحدات توليد مختلفة الاستطاعة مباشرة بشبكات التوزيع، أطلق على هذه الوحدات اسم التوليد الموزع وقد شاع استخدامها بشكل كبير في الآونة الأخيرة نتيجة الحاجة لزيادة وثوقية التغذية الكهربائية والقيود على إنشاء خطوط نقل وتوزيع جديدة وتخفيف الأثر السلبي على البيئة.
إلا أنَّ دمج مصادر التوليد الموزع ضمن الشبكات الكهربائية أدى إلى تغيير هيكلية هذه الشبكات بتحويلها من نظم غير فعالة Passive)) - كما هو الحال في نظم القدرة الكهربائية التقليدية التي تعتمد جريان الاستطاعة باتجاه واحد - إلى نظم فعالة Active))، كما أدى إلى حدوث تأثيرات فنية على أداء هذه الشبكات حيث تؤثر الاستطاعة المحقونة من المصادر الجديدة على جريان الحمولة وانعكاسه في بعض فروع الشبكة، مما يقتضي تطوير نماذج وخوارزميات رياضية وحلول مناسبة لتحقيق التحكم الأمثل بأداء المنظومة المستضيفة للمولدات الموزعة.
وبناءً عليه تم في هذا البحث التوجه لدراسة أثر ربط المولدات الريحية والتي تشكل النسبة الأكبر من مصادر التوليد الموزع المضافة إلى الشبكات الكهربائية على نظام الحمايات، وذلك عن طريق وصل مصدر توليد ريحي إلى شبكة توزيع شعاعية وإجراء تحليل لجريان الحمولة ضمن الشبكة المفروضة وحساب تيارات الأعطال وتيارات تعيير حواكم الحماية من التيار الزائد (Over Current Relay) ، ومن ثم إجراء عملية النمذجة باستخدام بيئة MATLAB/SIMULINK لكل مكون من مكونات الشبكة.
ولتحليل أثر إضافة هذه المولدات قمنا بتنفيذ مجموعة من الأعطال المختلفة بعدة نقاط من الشبكة ومقارنة النتائج قبل وبعد إضافة التوليد الموزع وذلك عند حالات مختلفة لاستطاعات العنفات الريحية وأماكن ربطها.

   
  الكلمات  المفتاحية: تيار العطل، التوليد الموزع، حواكم الحماية من التيارات الزائدة، المولد الريحي، بيئة الماتلابـ
   
 

Abstract


In recent years, generating units of different capacities have been connected directly to the distribution networks, these units have been called distributed generation (DG), and their use has become widespread in recent times as a result of the need to increase the reliability of electrical supply and the restrictions on establishing new transmission and distribution lines and mitigating the negative impact on the environment.
However, the integration of distributed generation sources within the electrical networks led to a change in the structure of these networks by converting them from passive systems _as is the case in traditional electric power systems that depend on the flow of power in one direction_ to active systems.
Technical effects on the performance of these networks, where the power injected from the new sources affects the load flow and its reflection in some branches of the network, which necessitates the development of mathematical models and algorithms and appropriate solutions to achieve optimal control of the performance of the system hosting the distributed generators.
Since Wind DG constitutes the largest proportion integrated with distribution networks, This paper discusses the impact of Wind Turbine DG on the protection system, by a simulation case study a wind generation source has been connected to a radial distribution network, an analysis of the load flow, the calculation of fault currents, and the design of overcurrent protection.
The simulated system was modeled using the MATLAB/SIMULINK.
To analyze the effect of adding these generators, we implemented a set of different faults at several points of the network and compared the results before and after adding distributed generation at different cases of wind turbines capacities and their connection locations.

   
  Keywords: Fault Current, Distributed Generation, Over Current Relay, Wind Turbine, Matlab- Simulink.
   
  1- مقدّمة:
  مع تطور الأنظمة الكهربائية الحديثة خلال المدة الماضية وعلى الرغم من الامتداد الهائل لها إلا أنها حافظت على فلسفة واحدة لهيكلية منظومة القدرة التي تتسم بجريان الاستطاعة باتجاه رئيسي واحد يبدأ من محطات الطاقة الكهربائية ذات المولدات المركزية الكبيرة وصولاً إلى محولات التوزيع والدارات النهائية حيث يتم توزيعها على المستهلكين بجودة مقبولة تحت الشروط النظامية، مع ضمان حماية النظام عند تعرض الشبكة للأعطال.
  لكن مع السعي لتحقيق شبكات مستدامة قليلة الانبعاثات وتعزيز تكامل التقنيات الخضراء مع تقنيات التوليد التقليدية، ونتيجة الطلب المتزايد للمستهلك على الكهرباء والقيود على إنشاء خطوط نقل وتوزيع جديدة، برز في السنوات الأخيرة تطور اتسم بتوصيل وحدات توليد مختلفة الاستطاعة مباشرة بشبكات التوزيع، أطلق على هذه الوحدات اسم التوليد الموزع 
   [1] DG (Distributed Generator). 
  يضيف التوليد الكهربائي الموزع الكثير من النقاط الإيجابية للنظام الكهربائي المضيف، حيث يؤمن هذا النوع من التوليد تحسين جودة الطاقة الكهربائية من خلال مشاركته في خدمات النظام الكهربائي (system service)، كما أن القيام بمشاريع التوليد الموزع على مراحل كونه مؤلف من عدة وحدات منفصلة من الميزات التي تشجع المستثمرين على الدخول في الاستثمار في هذا المجال. من جهة أخرى، يملك التوليد الكهربائي الموزع المعتمد على الطاقات الأولية المتجددة تأثيراً سلبياً على نظام القدرة من ناحية عدم القدرة على حساب و التنبؤ بالاستطاعة المولدة و بالتالي عدم القدرة على تخطيط وحساب الأحمال الكهربائية بشكل دقيق و كذلك الأمر بالنسبة لحساب الاحتياطي الكهربائي. يسبب عادة دخول التوليد الكهربائي الموزع في سويات توتر التوزيع انعكاس لجريان الاستطاعة في بعض فروع الشبكة بالإضافة إلى مساهمته في تيارات الأعطال وبالتالي تغير تنسيق الحمايات في الشبكات الكهربائية، كنتيجة لذلك حدوث اضطراب في عمل نظام الحماية المنسق بدون وجود التوليد الموزع و بالتالي حدوث ما يسمى بالفصل الخاطئ للحمايات[3].
   
  2- التأثيرات الفنية للتوليد الموزع على نظام حمايات شبكة التوزيع المضيفة:
  تفترض معظم أنظمة حماية شبكات التوزيع التقليدية أن جريان الاستطاعة يتم من جهة التوتر الأعلى باتجاه شبكة التوتر المنخفض، وبالتالي يتم تصميم حواكم الحماية وتعييرها ليتم فصل الحماية الأقرب إلى العطل دوناً عن غيرها لتحقيق الانتقائية والوثوقية وجودة التغذية الكهربائية.
  أما في حال إضافة توليد موزع إلى شبكة التوزيع فإن تيار العطل الذي تراه الحاكمة قد ينقص أو يزداد وذلك حسب موقعها ومكان حدوث العطل، وحتى يتم تحقيق تنسيق مناسب بين الحمايات، يجب الأخذ بعين الاعتبار التيار المقدم من جميع المولدات الموزعة ومن نقاط تغذية الشبكة، وقد يخلق هذا مشاكل متتابعة بسبب الطبيعة المتقطعة لمعظم تيارات المولدات الموزعة[3].
  سيتم ذكر أكثر المشاكل المرتبطة بنظام الحمايات نتيجة تضمين التوليد الموزع ضمن شبكة التوزيع وهي[7],[4]:
   التغير في جريان الحمولة: إن تضمين التوليد الموزع يغير من اتجاه جريان الحمولة المفروض والمصمم عليه الشبكة، مما يسبب خلل في أنظمة الحماية العادية، ويؤثر مباشرة على الانتقائية والحساسية بحيث تحدث حالات عمى في الحمايات كأن لا تعمل حماية الجزء المعطل نتيجة نقصان التيار الذي تراه الحاكمة أو حدوث تضليل في الحمايات كأن تعمل حماية جزء سليم نتيجة زيادة التيار الذي تراه الحاكمة بسبب وجود التوليد الموزع.
   زيادة في تيارات القصر (Increase in Short Circuit level): إن تأثير التوليد الموزع على قيم تيارات القصر يتبع حجم وموقع هذه المولدات، وبالتالي فقدان في تنسيق نظام الحماية المصمم سابقاً نتيجة الزيادة أو النقصان في تيار العطل الذي تراه الحاكمة.
   الفصل الخاطئ للمغذيات (Faults Tripping of feeders): يؤدي وصل التوليد الموزع إلى فصل الأجزاء السليمة من الشبكة نتيجة العمل الخاطئ للحمايات، مثلا عند حدوث عطل في أحد فروع الشبكة، من الممكن أن تساهم وحدة التوليد المربوطة إلى المغذي الآخر بتيار عطل كبير، وفي حال تجاوزت هذه المساهمة مستوى تيار تعيير الحماية يؤدي إلى عملها وفصل الجزء السليم قبل فصل الجزء المعطل وتحسس الحماية الخاصة به.
   الفصل الخاطئ للمولد الموزع (DG Nuisance tripping of DG): تطلق هذه الظاهرة على خروج التوليد الموزع من الشبكة بشكل مفاجئ، إما نتيجة اضطراب في الأحمال كخروج أحد الأحمال الكبيرة عن الخدمة والمغذاة من التوليد الموزع مما يستدعي حقن هذه الطاقة كاملة ضمن الشبكة وبالتالي العمل الخاطئ للحمايات دون وجود عطل نتيجة زيادة تيارات التعيير للحمايات، أو نتيجة حدوث عطل أدى لفصل التوليد الموزع  وبالتالي فقدانه من الشبكة المضيفة مما ينتج عنه تأخر في عمل الحمايات.
   حالات الجزيرة غير المقصودة (Unintentional Islanding): تحدث حالات الجزيرة إما بسبب فصل قاطع معين بسبب عطل واستمرارية التغذية من التوليد الموزع لوحده، أو بسبب أعمال الصيانة لأحد المغذيات، وبالتالي خروج التوليد الموزع من الشبكة المضيفة وفقدان تنسيق الحمايات.
   ظاهرة عمى الحمايات (Blinding of protection): ويعني فقدان حساسية حاكمة الحماية في ظروف العطل بعد ربط التوليد الموزع، حيث يساهم في تيار العطل كل من وحدة التوليد الموزع بالإضافة إلى الشبكة وذلك حسب هيكلية الشبكة وممانعتها بالإضافة إلى نوع وموقع واستطاعة المولد الموزع، فمثلاً عند ربط المولد الموزع لباسبار قريب من الشبكة الرئيسية يسبب نقص في مساهمة تيار العطل من الشبكة، وبسبب هذا النقص لن تصل الحماية لقيمة تيار التعيير ولن تتحسس لفصل العطل، ولتخفيف هذا النوع من التعارضات يجب تخفيض تيار التعيير للحمايات بعد إضافة التوليد الموزع.
  نماط ربط وحدات التوليد الموزع .ايات سيتم التركيز عليه في هذه المقالة
   
  3- حماية شبكات التوزيع الشعاعية[5]: 
  تتعرض خطوط نقل القدرة إلى الأعطال بدرجة كبيرة مقارنة مع التجهيزات الأخرى، الأمر الذي يجعل اختيار الحماية المناسبة لهذه الخطوط أكثر تعقيداً من مسألة تأمين حماية المولدات في محطات التوليد والمحولات في محطات التحويل، لأن حماية الخطوط من واجبها أن تخفف تأثير الأعطال على بقية أجزاء الشبكة إلى أقل قدر ممكن مما يتطلب العمل بسرعة فائقة وبانتقائية عالية للمحافظة على استقرار الشبكة والاستثمار الكلي لها.
  تعد الحماية بالتيار الزائد الأعظمي (Over Current Relay) أكثر أنواع الحماية بساطة ورخصاً ولذلك تحظى باستخدام واسع في حماية خطوط النقل والمولدات والمحركات والمحولات، وإن أهم ما يجب أن تحققه حاكمة الحماية بالتيار الأعظمي عند حماية الشبكة الشعاعية مطلبين هما: الإظهار الصحيح للحظة نشوء العطل على الشبكة من خلال قيمة محددة لتيار التشغيل، والانتقائية، ولتحقيقهما يتم تعيير الحاكمة بالطريقة الصحيحة من حيث الزمن والتيار لضمان التنسيق والعمل الصحيح.
  تقسم الحماية من التيار الزائد إلى ثلاثة مجموعات اعتماداً على خصائص التشغيل (T-I Curve)، هي:
  1- الحماية من التيار الزائد اللحظية (Definite Current or Instantaneous - 50 Element).
  2- الحماية من التيار الزائد الزمنية (Definite Time/Current or Definite Time - 51 Element).
  3- الحماية من التيار الزائد العكسية الزمنية (Inverse Time – 51 Element):
  يطلق عليها أحياناً IDMT Over Current Relay (Inverse Definite Minimum Time):
  يمتاز هذا النوع بزمن تشغيل متناسب عكساً مع تيارات العطل بحيث تفصل الحماية بزمن أقل عند تيارات القصر العالية، وبالتالي تجنب المساوئ الأساسية للنوعين السابقين وتحقيق انتقائية أكبر.
   
  الشكل (1) خواص الحماية من التيار الزائد الزمنية العكسية
  في هذا النوع من الحمايات يجب ضبط قيمتين هما:
  - تيار التعيير للحاكمة (Current _Pick-up or Plug or Tap_ Setting).
  - زمن تشغيل الحاكمة (Time Dial Setting).
  وتصنف وفقاً لسرعة عملها وبالتالي ميل المنحني إلى:
   عكسي عادي Normal Inverse
   عكسي جداً Very Inverse
   عكسي حاد Extremely Inverse
  عكسي بزمن طويلLong Time Inverse
  تختلف معادلات ومنحنيات ومسميات قيم تعيير الحواكم الزمنية بين الكود  الأمريكي (ANSI-IEEE) والكود البريطاني (IEC-BS)، وفق ما هو ملاحظ:
   
  ويتم حساب زمن تشغيل الحاكمة حسب نوعها وفق المعادلة التالية [5]:
 
  حيث: المعاملات (α,β,L) تتبع الشركة المصنعة للحماية، وفق الجدول التالي:
  الجدول (1) ثوابت حاكمات التيار الأعظمي القياسية وفق المواصفات ANSI/IEEE, IEC
    
  حيث:
  t[Sec] : زمن تشغيل الحاكمة (Relay Operating Time).
  k : منحني زمن التأخير الخاص بعمل الحاكمة (TMS or TDS).
  I [A] : تيار العطل في الثانوي.
  I_s  [A] : تيار التعيير للحاكمة.
  ضبط تيار التعيير Pick-up or Plug Setting: يتم حساب تيارات التعيير لجميع الحواكم وفق العلاقة التالية، ثم اختيار أعلى قيمة موجودة ضمن خواص الحماية.
 
  حيث: OLF عامل أمان يعتمد على العنصر المراد حمايته، فيكون 1.05 للمحركات، و1.25-1.5 للخطوط والمحولات والمولدات، ويمكن أن تصل قيمته إلى 2 في الحالات الطارئة، أما من أجل الأعطال الأرضية فتعطى قيمته 0.2.
  ثم تحسب نسبة أمثال تيار التعيير بعد العطل بالعلاقة:
 
  I_(f,sec) :تيار العطل في ثانوي المحولة.
  ضبط قيمة التأخير الزمني TDS: يتم اختيار المنحنيات الزمنية للحواكم ضمن شبكة شعاعية بحيث نبدأ من تحديد زمن التشغيل للحاكمة الأبعد عن المنبع t1 انطلاقاً من اختيار أقل منحني من منحنيات الأزمنة TDS1 للعمل بالسرعة المطلوبة وفصل القاطع القريب من العطل بأقل زمن ممكن، ثم تتزايد أزمنة التشغيل باتجاه منبع التغذية.
   
  4- الخوارزمية المقترحة لفقدان تنسيق الحمايات بعد إضافة التوليد الموزع[6]:
  يصمم نظام الحماية بحيث يتمتع بانتقائية عالية و وثوقية عالية بحيث يتم فصل الجزء المعطل فقط بأسرع ما يمكن، ولذلك ونتيجة إضافة التوليد الموزع وباعتبار الشبكة أصبحت مغذاة من عدة أماكن تم اقتراح استبدال الحمايات من التيار الزائد العادية بحمايات اتجاهية، وهي مماثلة للحماية من التيار الزائد العادية التي تحتوي عنصر لحظي وعنصر تأخير زمني بالإضافة إلى العنصر الاتجاهي عن طريق المقارنة بين تيار وتوتر الطور لمعرفة اتجاه العطل.
   
  الشكل (2) مساهمة التوليد الموزع بتيار العطل
 

يوضح الشكل الفائدة المرجوة من استخدام الحماية الاتجاهية في الأنظمة المتضمنة التوليد الموزع، فمثلا عند حدوث عطل في أحد فروع الشبكة، ومساهمة وحدة التوليد المربوطة إلى المغذي الآخر بتيار كبير، مما يؤدي إلى عمل الحاكمة الأولى وفصل الجزء السليم قبل أن تتحسس الحاكمة الثانية لفصل الجزء المعطل، مما يستدعي استبدال الحاكمة من زيادة التيار العادية بحاكمة اتجاهية.

 

  5- أنماط ربط وحدات التوليد الموزع الريحية مع نظام التوزيع[2]: 
  يتنوع معدل التطور في أشكال وحدات التوليد الموزع المختلفة، فمن المتوقع أن يشهد العقدان القادمان تزايداً سريعاً لتطبيقات توليد الكهرباء بواسطة نظم الخلايا الشمسية ونظم المزارع الريحية على الصعيد العالمي في جميع الدول المتطورة والنامية، علماً أن النمو الأسرع في التكنولوجيا المتجددة هي تكنولوجيا طاقة الرياح إذ بلغ معدل النمو السنوي حوالي 25% في السنوات الأخيرة، وازدادت الاستطاعة المركبة الريحية حول العالم لتبلغ من 12 GW عام 2000 إلى 364 GW عام 2030 وربما أكثر[1].
  تصنف نظم العنفات الريحية المتوفرة حالياً إلى أربع فئات:
  1- النمط الأول Type 1: عنفة ريحية ذات سرعة ثابتة ومولد تحريضي ذو قفص سنجابي مربوط مباشرة إلى الشبكة، يمتاز هذا النوع برخصه ومتانته، أما مساوئه فتكمن في عدم
   
   
   
  إمكانية التحكم بالسرعة، مما يعني أن تقلب الرياح يسبب تذبذب الاستطاعة المقدمة للشبكة.
   
   
 
  الشكل (3) النمط الأول من أنماط ربط العنفات الريحية بالشبكة
  2- النمط الثاني Type 2: مولد تحريضي ذو دائر ملفوف مجهز بمقاومة خارجية متغيرة ومربوط مباشرة إلى الشبكة، بتغيير مقاومة الدائر يمكن التحكم بالعزم وتخفيض الإجهاد الميكانيكي وتذبذب الاستطاعة، كما يمكن زيادة الانزلاق حوالي 10% أي التحكم بالسرعة بنطاق محدود.
   
   
 
  الشكل (4) النمط الثاني من أنماط ربط العنفات الريحية بالشبكة
   
  3- النمط الثالث Type 3: مولد تحريضي مضاعف التغذية متغير السرعة، يتصل مع الشبكة عن طريقين: الأول هو اتصال مباشر بين الثابت والشبكة، والثاني اتصال بين ملفات الدائر والشبكة عن طريق مبدل الكتروني حيث يتحكم هذا المبدل بتيارات وتوترات الدائر قيمة وزاوية، وبالتالي نستطيع التحكم بالاستطاعتين الفعلية والردية التي يقدمها الثابت للشبكة بشكل مستقل عن سرعة الدوران.
  سمي بهذا الاسم لأنه يغذي الشبكة من مصدرين هما الثابت والدائر.
   
 
  الشكل (5) النمط الثالث من أنماط ربط العنفات الريحية بالشبكة
  4- النمط الرابع Type 4: يرتبط بالشبكة عن طريق مبدل لكامل الاستطاعة، ويستخدم لأجل عنفات ريحية ذات مولد تزامني متعدد الأقطاب دون علبة سرعة، وعنفات ريحية ذات مولد تحريضي ذو قفص سنجابي، يكتسب هذا  التصميم أهمية متزايدة كونه يتيح درجة كبيرة من المرونة في تلبية المتطلبات المختلفة لكود الشبكة.
   
 
  الشكل (6) النمط الرابع من أنماط ربط العنفات الريحية بالشبكة
  سيتم في هذا البحث دراسة أثر ربط النمط الثالث من العنفات الريحية فقط كونه الأكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة مع شبكة التوزيع 20 [kV] ودراسة أثر إدماجه على نظام الحمايات.
  5- تحليل ونمذجة شبكة كهربائية مرجعية شعاعية:
  يوضح الشكل (7) النظام الكهربائي المدروس. يتألف النظام الكهربائي من ثلاثة مغذيات رئيسية بتوتر 20 [kV]. معطيات النظام الكهربائي الخاصة بالمولد والمحول وممانعات خطوط النقل والأحمال مبين على الشكل. 
  بعد حسابات كافة الممانعات منسوبة إلى ممانعة الأساس الاسمية ، ونمذجة الشبكة السابقة باستخدام بيئة Matlab-Simulink كما هو مبين في الشكل (8).
  يعتمد تصميم نظام الحماية على الحسابات الدقيقة لتيارات الخطوط أثناء وبعد حدوث الأعطال. يوضح الجدول (2) نتائج حساب التيارات الاسمية، وتيارات الأعطال ثلاثية الطور المتوازنة، حيث تم اختيار نسب تحويل محولات التيار الواجب استخدامها عند حاكمات الحماية بافتراض: 
 
   
   
   
   
  الشكل (7) الشبكة الكهربائية المدروسة
   
   
  الجدول (2) نتائج حسابات جريان الحمولة و تيارات الأعطال و اختيار محولات التيار وقيم الحمايات
   
   
  الشكل (8) نموذج الشبكة ضمن بيئة Matlab-Simulink 
  وباعتبار الحماية المستخدمة نوع CO-8 ذات الخواص الموضحة في الشكل (9):
  Pick-up Setting: 4 to 12 [A] in Steps of 1 [A]
  Time Dial Setting: 1/2→11
   
   
 
  الشكل (9) خواص الحماية من التيار الزائد CO-8
  بناء عليه نقوم بتصميم حاكمات الحماية من التيار الزائد واختيار القيم المناسبة لكل حاكمة ضمن الشبكة بحيث يتحقق التنسيق الصحيح بين الحمايات والانتقائية المطلوبة لفصل العطل، يبين الجدول رقم (2) نتائج قيم الحاكمات سواء قيمة تيار التعيير للحماية PSM/CTS واختيار منحني الزمن المناسب TDS لكل حاكمة.
  يوضح الشكل (10) عملية نمذجة حاكمات الحماية من التيار الزائد ضمن بيئة Matlab-Simulink، باستخدام مكتبة State Flow ليتم تصميم نظام الحماية في هذه الشبكة بحيث يحقق الانتقائية المطلوبة.
   
  الشكل (10) نموذج تصميم حاكمة التيار الزائد ضمن بيئة الماتلاب
  ولتحليل أثر إضافة التوليد الموزع الريحي على الشبكة المرجعية سيتم دراسة مجموعة من حالات التشغيل المختلفة. حيث سيتم في كل حالة دراسة أثر إضافة محطة ريحية باستطاعة 1.5 ميغا ومحطة ريحية باستطاعة 3 ميغا، كل منهما بشكل منفصل وتحليل النتائج ومناقشتها.
  الحالة الأولى: 
  (إضافة التوليد الموزع إلى الباسبار  Bus1 - دون وجود عطل)
  يوضح الشكل (11) نموذج الشبكة بعد إضافة العنفة ضمن بيئة Matlab-Simulink، 
   
  الشكل(11): نقطة ربط العنفة خلال حالة التشغيل الأولى
  بعد إجراء عملية النمذجة تم تنظيم المخططين البيانين الموضحين في الصورتين (12) و (13) واللذين يظهران التيارات والتوترات على الترتيب عند بعض الباسبارات قبل وبعد إدخال العنفات الريحية، بهدف بيان أثر الربط واختلاف الاستطاعة على أداء الشبكة الكهربائية. 
   
  الشكل(12): توترات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الأولى
   
  الشكل(13): تيارات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الأولى
  نلاحظ من الشكل (12) تحسن في قيم التوترات عند جميع الباسبارات وبالأخص الباسبار القريب من عقدة ربط العنفة Bus1، وتعتبر هذه الظاهرة إحدى أهم ميزات ربط العنفات الريحية بالشبكات الكهربائية حيث تساعد على تحسين مستوى التوتر.
  كما نلاحظ من الشكل (13) أن ربط عنفة باستطاعة 1.5 ميغا سيؤدي إلى تغذية الحمل القريب من العنفة بالاستطاعة مباشرة منها وأن أي استطاعة اضافية تولدها العنفة ستحقن في الشبكة باتجاه معاكس لاتجاه جريانها قبل وصل العنفة حيث تم ملاحظة انعكاس التيار في الباسبار Bus1 لتبلغ قيمته 7.1[A] وبزيادة قيمة استطاعة العنفة إلى الضعف ازداد التيار المعكوس و المار في الباسبار Bus1  إلى 53.74[A].
   
 
 
  الشكل(14): تيارات 2Bus خلال الحالة الأولى مع وبدون وجود التوليد الموزع
  وبناءً على ما سبق فإن زيادة استطاعة العنفة المربوطة إلى الباسبار Bus1 سيؤدي إلى زيادة قيمة التيار المار بحيث تتجاوز قيمة التعيير الاسمي للحماية الأولى، وللتأكد من ذلك تم إضافة عنفة باستطاعة 4.5[MW] إلى نقطة الربط السابقة ذاتها وتم في هذه الحالة ملاحظة زيادة تيار الباسبار إلى 112[A] كما هو موضح بالشكل الآتي:
   
  الشكل(15): تيارات 1Bus خلال الحالة الأولى مع وبدون وجود التوليد الموزع 
  وقد تسببت هذه الزيادة بفصل الحماية الأولى خلال حالة العمل الطبيعية كما هو موضح في الشكل(16)
   
  الشكل(16): فصل حاكمة الحماية الأولى نتيجة زيادة التيار بسبب إضافة العنفة
  ولتجنب مثل حالات الفصل الخاطئة هذه لابد من إعادة تعيير حاكمة الحماية بما يتناسب مع مساهمة العنفة في التيار عند دخولها باستطاعتها الاسمية.
  الحالة الثانية: 
  (إضافة التوليد الموزع قبل الباسبار  Bus1 – عطل ثلاثي الطور متوازن عند الباسبار Bus1) 
   
  الشكل(17): نقطة ربط العنفة ومكان العطل خلال حالة التشغيل الثانية
  نلاحظ من الشكل (18) بأن مساهمة العنفة الريحية بتيار العطل هي مساهمة بسيطة حيث أن التيار المحقون في الشبكة يتبع لسرعة الريح المتاحة بالإضافة إلى أن نظام التحكم الخاص بالمولد يحقن تيار محدود ومتناسب مع قدرة تحمل العناصر النصف ناقلة في تجهيزات الربط لهذا المولد.
   
  الشكل(18): تيارات 1Bus خلال الحالة الثانية مع وبدون وجود التوليد الموزع
  ويوضح الجدول الآتي قيم تيارات العطل وزمن فصل حاكمة الحماية من التيار الزائد عند اختلاف قيمة التوليد الموزع:
  الجدول (3): قيم تيارات 1Bus خلال الحالة الثانية 
 
   
   
   
  وكما هو موضح في الشكل (19) فإن الاستجابة الزمنية لحاكمة الحماية من التيار الزائد تأثرت من حيث زمن الفصل 
   
  الشكل(19): تغير استجابة الحاكمة 1 خلال حالة التشغيل الثانية
  حيث زادت سرعة الفصل للحاكمة نتيجة زيادة قيمة تيار العطل، ولكن نتيجة صغير قيمة التأثر يمكن القول بأن أداء حاكمة الحماية عند حالة التشغيل الحالية حققت الغاية المطلوبة.
  الحالة الثالثة: 
  (إضافة التوليد الموزع إلى الباسبار  Bus1 – عطل ثلاثي الطور متوازن عند الباسبار Bus10)
   
  الشكل(20): تيارات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الثالثة
   
  الشكل(21): توترات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الثالثة
  نلاحظ من الحالة السابقة أن مشاركة العنفة بتيار العطل كانت صغيرة نسبياً مقارنة بقيمة تيار العطل، ويعود السبب في ذلك إلى بعد نقطة العطل عن مكان ربط العنفة.
  الحالة الرابعة: 
  (إضافة التوليد الموزع إلى الباسبار  Bus10 –دون وجود عطل)
   
  الشكل(22): تيارات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الرابعة
   
  الشكل(23): توترات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الرابعة
  الحالة الخامسة: 
  (إضافة التوليد الموزع إلى الباسبار Bus10 – عطل ثلاثي الطور متوازن عند الباسبار Bus1)
   
  الشكل(24): تيارات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الخامسة
   
   
  الشكل(25): توترات عينة من الباسبارات المدروسة خلال الحالة الخامسة
   
  6-النتائج:
  تظهر عند إضافة المولد الريحي إلى الشبكة مجموعة من المساوئ تتعلق باختلاف التيارات الاسمية في الشبكة, وكذلك زيادة سويات الأعطال في الشبكة المضيفة, وبالتالي يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار عند تصميم الحمايات والعمل على تنسيقها الزيادة الحاصلة في التيار نتيجة إضافة هذا المولد الريحي.
   يزداد تيار العطل بزيادة استطاعة المولد الريحي المضاف إلى الشبكة, كما يزداد في حالة تبعثر المولدات الريحية المضافة إلى الشبكة المدروسة.
   مع ملاحظة  اختلاف زمن عمل الحماية قبل وبعد إضافة المولد الريحي, وأحيانا العمل الخاطئ للحمايات وفصل المغذيات  السليمة بدل المغذيات المعطلة يجب إعادة النظر بانتقائية وتنسيق الحمايات بعد إضافة المولدات الريحية لتحقيق وثوقية وجودة التغذية الكهربائية, أو استبدال الحمايات من التيار الزائد العادية بحمايات  اتجاهية قادرة على تحديد جهة التيار والفصل بالشكل الصحيح دون تعرض الحمايات لحالات عدم الوصول.
   
  المراجع العربية:
1- الدكتور علي حمزة، أستاذ في قسم هندسة الطاقة الكهربائية، جامعة دمشق،" تكامل التوليد الموزع في أنظمة التوزيع الكهربائية" 2010-2011.
2- الدكتور علي حمزة، "تقويم تأثير التوليد الموزع المتجدد في التوتر وضياعات الاستطاعة في شبكات التوزيع الكهربائية"، جامعة دمشق، 2009.
المراجع الأجنبيّة:
1. J. Sadeh, IEEE Member, M. Bashir, Student Member, IEEE, E. Kamyab,’’ Effect of Distributed Generation Capacity on the Coordination of Protection System of Distribution Network”, November 2010
2. Shah Arifur Rahman, Member, IEEE, and Byomakesh Das, Member,IEEE, University of Western Ontario, London,” Impact of Distributed Generation on Power System Protection” ,November 2010
3. 5- Protection of electricity distribution networks, Overcurrent protection,Chapter 5, 2009 by Taylor & Francis Group, LLC
4. J. Sahebkar Farkhani1 / M. Zareein2, H. Soroushmehr 3 / H. Mortazavi, SIEEE 4, “Coordination of Directional Overcurrent Protection Relay for Distribution Network With Embedded DG”, Tehran, Iran, 2019IEEE
5. Proceeding of the IEEE 28th Canadian Conference on Electrical and Computer Engineering,” Impacts of   Distributed Generation on the Coordination of Protective Devices in Distribution Network”, Halifax, Canada, May 3-6, 2015